كبير مستشار ترامب: نصل المراحل الأخيرة من مقترح هدنة إنسانية في السودان

أفاد الدكتور مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشؤون العربية والإفريقية، بأن الولايات المتحدة باتت في المراحل الأخيرة من إعداد مقترح هدنة إنسانية في السودان، تستمر ثلاثة أشهر قابلة للتمديد حتى تسعة أشهر، مشيراً إلى أن المفاوضات بين طرفي الصراع تشهد تقدماً ملحوظاً رغم التحديات الميدانية المعقدة.
 

وفي وقت سابق أوضح مسعد بولس وخلال مائدة مستديرة عقدت بمقر السفارة الأمريكية في القاهرة،  أن واشنطن سلمت كلاً من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مسودة الاتفاق بصورة منفصلة خلال اجتماعات تم عقدها في العاصمة الأمريكية مؤخراً، لافتاً إلى أن المقترح يلقى قبولاً مبدئياً من الجانبين دون وجود اعتراضات جوهرية. 

وأكد أن الولايات المتحدة لا تشارك في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة، لكنها تحافظ على تواصل مستمر مع الطرفين عبر لجنة متابعة أمريكية هدفها ضمان سرعة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.

وأشار بولس إلى أن الهدنة المقترحة التي أعلنتها الرباعية الدولية في 12 سبتمبر تهدف إلى تمكين المنظمات الإنسانية من تقديم المساعدات الغذائية والطبية لأكثر من 25 مليون سوداني يعانون من أوضاع إنسانية قاسية. 

وأضاف أن العمل الإنساني يجب ألا يخضع لأي اعتبارات سياسية أو عسكرية، والهدف العاجل هو إنقاذ الأرواح، موضحاً أن واشنطن تنسق مع عدد من المنظمات الدولية، منها الأوتشا، وبرنامج الأغذية العالمي، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، لضمان وصول الإغاثة إلى جميع المناطق، بما في ذلك دارفور وكردفان.

وردًّا على الاتهامات الموجهة لواشنطن بالتراخي في تصنيف ميلشيشيات الدعم السريع كمنظمة إرهابية، شدد بولس على أن بلاده أدانت بشكل واضح الجرائم المرتكبة في الفاشر ومناطق أخرى، وفرضت عقوبات على شخصيات وكيانات من الطرفين، موضحاً أن مسألة التصنيف لا تزال قيد المتابعة ضمن الإجراءات القانونية الأمريكية.

وأكد بولس أن سلام السودان ووحدة أراضيه يمثلان هدفاً استراتيجياً للولايات المتحدة، ليس فقط من أجل الشعب السوداني، بل من أجل استقرار الإقليم والبحر الأحمر، مشيراً إلى أن الرئيس ترامب يعتبر أمن السودان جزءاً من الأمن الإقليمي والعالمي. 

كما أكد أن واشنطن ستواصل جهودها حتى يتحقق وقف شامل ودائم لإطلاق النار وعودة الحياة الطبيعية إلى البلاد، داعياً السودانيين إلى التوحد حول مشروع وطني سوداني خالص.

وفي رده على سؤال حول احتمال تكرار السيناريو الليبي في السودان، أوضح بولس أن الولايات المتحدة ترفض بشكل قاطع فكرة الحكومات الموازية، مؤكداً أن بلاده تدعم وحدة السودان وتسعى إلى منع أي تقسيم جغرافي أو سياسي. 

وقال: "نخشى من تكرار النموذج الليبي بعد سيطرة قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من دارفور، لكننا مقتنعون بأن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار".

مسعد بولس: مصر تتعامل مع السودانيين كأهل وليس نازحين 

واختتم بولس حديثه بالإشادة بموقف مصر تجاه اللاجئين السودانيين، موضحاً أن القاهرة تستضيف ما بين 4 إلى 5 ملايين سوداني نزحوا جراء الحرب الأخيرة، ووصف تعاملها معهم بأنه «نموذج للأخوة الحقيقية»، مشيرًا إلى أن مصر لا تتعامل مع السودانيين كنازحين بل كأهل، إذ تتيح لهم التعليم والرعاية الصحية وفرص العمل، مشيداً بـ الدور الإنساني الكبير للقيادة المصرية في هذا الصدد.