هل ينقص أجر قيام الليل إذا صلى الشخص بقصار السور؟.. أزهري يوضح | خاص
قال الشيخ إبراهيم يوسف من علماء الأزهر الشريف "قيام الليل من أجلِّ وأشرف العبادات التي يتقرَّب بها العبد إلى ربه، وقد قال رسول الله ﷺ:«واعلم أن شرف المؤمن في قيام الليل، وعزَّه في استغنائه عن الناس».
فضل قيام الليل
وأوضح يوسف في تصريحات خاصة لـ " نيوز رووم " هذا الحديث العظيم يدل على أن قيام الليل علامة الإيمان وصفاء القلب وطهارة النفس، ولذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم أحرص الناس على قيام الليل، يقومون به في رمضان وفي غيره، لا يتركونه مهما كانت أحوالهم، لأنه عبادة تُقوِّي الصلة بين العبد وربه، وتُطهِّر القلب من الغفلة والدنيا.
مستشهداً بقول الله تعالى:﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ﴾، فكان قيام الليل فرضًا في حق النبي ﷺ، وسنة مؤكدة في حق أمته.
هل يجوز أن يقوم المسلم الليل بقصار السور؟
ولذلك كان الصحابة يقومون الليل طوال العام، يطيلون في القراءة، ويخشعون في الصلاة، والسؤال هنا لكن هل يجوز أن يقوم المسلم الليل بقصار السور؟، بالطبع فقد ورد أن بعض الصحابة كانوا يقومون الليل ويقرؤون قصار السور، وقال الله تعالى في سورة المزمل:﴿عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ﴾، أي أن الله خفف عن الأمة، وأباح أن يُصلَّى قيام الليل بما تيسَّر من القرآن، حتى ولو بفاتحة الكتاب.
وقد ورد عن سيدنا بلال رضي الله عنه أنه كان يقوم الليل يقرأ آية من هنا وآية من هناك، فلما حكى ذلك للنبي ﷺ، قال له النبي:«يخلط المسك بالعنبر»، شبه النبي ﷺ آيات القرآن بالمسك والعنبر، فدلَّ ذلك على أن قيام الليل يُجزئ ولو بآية واحدة.
ومع ذلك، يُستحب الإطالة في القيام لمن قدر على ذلك، لأن فيها لذة الوقوف بين يدي الله عز وجل.
وقد رُوي أن النبي ﷺ دخل المسجد يومًا، فوجد حبلاً مشدودًا بين عمودين، فقال: «ما هذا؟»، فقالوا: هذا لزينب بنت جحش رضي الله عنها، تتعلق به إذا فترت من القيام.
فقال النبي ﷺ:«عليكم من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا». أي صلوا على قدر طاقتكم، ولا تُحمِّلوا أنفسكم فوق وسعها.
وبناءا على ذلك يجوز قيام الليل بقصار السور،وفعله الصحابة والنبي ﷺ،ويُستحب لمن استطاع أن يُطيل، طلبًا للخشوع ولذة القرب من الله.
