أوقاف دمياط تنظّم جولات ميدانية للأطفال للتعرف على المعالم الأثرية
نظمت مديرية أوقاف دمياط زياراتٍ ميدانيةً لأطفال البرنامج التثقيفي للطفل إلى عددٍ من المناطق الأثرية والمعالم السياحية بمحافظة دمياط، برعاية الدكتورأسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وإشراف الدكتور هاني عنتر السباعي، مدير المديرية، وذلك ضمن فعاليات مبادرة "صحح مفاهيمك".
وتضمنت الجولة زيارة مسجدي عمرو بن العاص والمعيني الأثريين بمدينة دمياط، وطابية عرابي بعزبة البرج، ومنطقة اللسان برأس البر، بمشاركة عددٍ من أئمة وزارة الأوقاف المشرفين على البرنامج التثقيفي.
وشهدت الجولات تعريف الأطفال بأبرز المعالم الأثرية والسياحية بالمحافظة، وما تحمله من رموزٍ تاريخيةٍ ودينيةٍ تعبّر عن أصالة الحضارة المصرية والإسلامية، وتسهم في ترسيخ قيم الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية لديهم.
وأعرب الأطفال عن سعادتهم بهذه الجولة التثقيفية المميزة التي جمعت بين المتعة والمعرفة، فيما تؤكد مديرية أوقاف دمياط استمرار جهودها في تنفيذ الأنشطة الدعوية والتثقيفية الهادفة إلى غرس القيم الوطنية والدينية في نفوس النشء، وتنمية وعيهم بأهمية الحفاظ على التراث والهوية المصرية.
وبالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبيراستعرضت وزارة الأوقاف المصرية في إطار احتفاء الدولة المصرية بافتتاح المتحف المصري الكبير، الرؤية الدينية والثقافية التي تربط بين الإيمان والحضارة المصرية القديمة، مؤكدة أن حضارة مصر لم تكن مجرد حجارة أو نقوش، بل كانت حضارة ضمير وإيمان عميق بالحياة الآخرة والقيم التي تدعو إلى العدل والصدق والعمل الصالح.
حضارة إيمان وضمير
وقال الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف:إن الحضارة المصرية القديمة لم تكن حضارة حجر وصنم، بل حضارة إيمان وضمير, فالمصري القديم حين نحت المعابد وشيّد المقابر كان يؤمن أن وراء هذا العالم حياة أخرى، وأن العمل الصالح والعدل والصدق هي مفاتيح البقاء الأبدي، وهي القيم نفسها التي جاءت بها الرسالات السماوية بعد ذلك."
وأكد “الأزهري” أن هذا الإيمان العميق هو ما جعل الحضارة المصرية تتفوق على غيرها وتبقى خالدة حتى اليوم، داعيا إلى قراءة آثارها بروح الباحث عن المعنى لا بمجرد نظرة السائح أو الزائر.
دار الإفتاء: دراسة الآثار جائزة بل مطلوبة لتحقيق المقاصد الشرعية
من جانبها أوضحت دار الإفتاء المصرية في فتواها رقم (5800) أن الاحتفاظ بالآثار والتماثيل والنقوش داخل المتاحف لا يتعارض مع مبادئ الإسلام، بل يخدم غايات علمية وثقافية وإنسانية تتوافق مع روح الشريعة.
وجاء في نص الفتوى:
"الاحتفاظ بالآثار سواء كانت تماثيل أو رسومًا أو نقوشًا في متحف للدراسات التاريخية ضرورة من الضرورات الدراسية والتعليمية لا يحرمها الإسلام لأنها لا تنافيه، بل إنها تخدم غرضًا علميًّا وعقائديًّا إيمانيًّا حث عليه القرآن الكريم، فكان ذلك جائزًا إن لم يصل إلى مرتبة الواجب، بملاحظة أن الدراسات التاريخية مستمرة لا تتوقف."
كما أكدت الفتوى أن القرآن الكريم دعا إلى السير في الأرض ودراسة آثار السابقين للاعتبار والاستفادة من تجاربهم، مصداقًا لقوله تعالى: «قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ».
علي جمعة: احترام الآثار سلوك الأنبياء والعلماء
وفي السياق ذاته، قال أ.د. علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق: من شأن العقلاء في كل الأمم احترام آثار سلفهم ومقدميهم، وقد جرى الصحابة والتابعون وعلماء الأمة وأئمتها من الفقهاء والمحدثين والمؤرخين على تعظيم هذه الأماكن والآثار الدينية، وعدوا ذلك تعظيمًا للشريعة. ولم يقل أحد من العلماء المعتبرين بمنع ذلك."
الأوقاف: دراسة تاريخ الأمم السابقة تدفع الإنسانية للتقدم
واختتمت وزارة الأوقاف بيانها بالتأكيد على أن دراسة تاريخ السابقين والتعرف على ما وصلوا إليه من علوم وفنون هو أمر يدفع الإنسانية نحو المزيد من التقدم العلمي والحضاري النافع، مشيرة إلى أن القرآن الكريم كثيرًا ما دعا الناس إلى الاعتبار بآثار الأمم الماضية والانتفاع بها.
وقالت وزارة الأوقاف :إن الحضارة المصرية القديمة كانت ولا تزال شاهدًا على عظمة الإيمان والفكر الإنساني الذي عمر الأرض بالقيم قبل الحجر، وإن واجبنا اليوم هو الحفاظ عليها، وصونها، وقراءتها بروح متدبرة تجمع بين الأصالة والمعاصرة.



