خبيرة أثرية: المتحف المصري الكبير يقدم رحلة سردية عبر الزمن
أكدت الدكتورة سمر محمود الخبيرة الأثرية بالمتحف المصري الكبير أن تصميم المتحف يعكس تزاوجا فريدا بين العمارة الحديثة والروح التراثية، مشيرة إلى أنه جرى تجهيزه ليكون وجهة ثقافية عالمية تجمع مختلف آثار الحضارة المصرية وتعرضها في إطار قصصي متكامل يروي تطورها منذ فجر التاريخ حتى العصر اليوناني الروماني.
مقتنيات المتحف المصري الكبير
وأوضحت محمود خلال، مداخلة هاتفية عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن المتحف لا يقدم الآثار كمجرد مقتنيات جامدة، بل كرحلة سردية عبر الزمن يعيشها الزائر، إذ تروى قصة نشأة الحضارة المصرية وتطورها بطريقة تربط الماضي بالحاضر، وتبرز أن هذه الحضارة إرث إنساني يخص البشرية جمعاء.
أسلوب العرض المتحفي
وأكدت أن أسلوب العرض داخل المتحف يعتمد على النهج القصصي بدلا من العرض التقليدي المجزأ، إذ تعرض القطع الأثرية ضمن 3 موضوعات رئيسية تمثل محاور الحياة المصرية القديمة وهي المجتمع والملكية والمعتقدات، كما تنطلق الرحلة من العصور الحجرية مرورا بمرحلة الاستقرار الزراعي على ضفاف النيل، وصولا إلى توحيد مملكتي الشمال والجنوب وتأسيس أول عاصمة لمصر الموحدة.
وأضافت أن التصميم الداخلي للقاعات يتيح انتقالا سلسا بين الأزمنة من خلال مناطق انتقالية تربط الموضوعات ببعضها مثل منطقة بناة الأهرام التي تجسد العلاقة بين الشعب والملوك وتوضح كيف كان الملك امتدادا طبيعيا للمجتمع وممثلا للإله على الأرض.
اختيار القطع الأثرية
وأشارت إلى أن اختيار القطع الأثرية يتم وفق معايير دقيقة أبرزها ارتباط القطعة بالقصة التي ترويها القاعة، إلى جانب قيمتها الفنية والتاريخية، موضحة أن المتحف يضم قطعا تعرض لأول مرة جرى انتقاؤها من المخازن والاكتشافات الحديثة، بالإضافة إلى ما يعرف بنجوم العرض التي تشكل نقاط جذب رئيسية للزائر وتسهم في إيصال الرسالة البصرية لكل قسم.
واختتمت الخبيرة الأثرية حديثها بتأكيد أن الوسائط الرقمية وتقنيات الجرافيك أسهمت في تبسيط المفاهيم الأثرية المعقدة، مثل المفاهيم المتعلقة بفلسفة المعتقدات الدينية للمصري القديم مثل كتاب الطريقين وكتب الموتى، لافتة إلى أن الفرق الأثرية المتخصصة في كل حقبة تاريخية عملت على تحويل هذه المفاهيم إلى تجارب بصرية تفاعلية تجعل الزائر يعيش القصة الإنسانية للحضارة المصرية بشكل شامل ومؤثر.
