لماذا استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي الطيران لقصف جنين؟
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها الواسعة بحق الفلسطينيين العزل في مدن ومحافظات الضفة الغربية المحتلة، ولا سيما في مدينة جنين شمالًا، حيث أسفر عدوان جديد عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين صباح اليوم الثلاثاء.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن الشهداء الثلاثة قضوا جراء قصف إسرائيلي استهدف منطقة قرب قرية كفر كود غربي مدينة جنين، فيما كشفت مصادر محلية أن جيش الاحتلال حاصر مجموعة من الفلسطينيين داخل البلدة، قبل أن يشتبك معهم ويقصف الموقع باستخدام الطيران الحربي، ما أدى إلى استشهادهم واحتجاز جثامينهم.
فيما ذكرت وسائل إعلام لبنانية أن قوات الاحتلال حاصرت منزلًا لعائلة الشهيد تامر النشرتي من مخيم جنين للاجئين داخل قرية كفر قود، واستقدمت جرافات وآليات عسكرية إلى محيط المنزل المحاصر، وسط إطلاق نار كثيف وانفجارات متتالية، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المكان بالتزامن مع استخدام قوات الاحتلال قذائف “إنيرجا” ثم شن غارة جوية على الموقع.
وبحسب روايات محلية، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال والمقاومين داخل القرية، تخللها قصف متواصل أدى لاشتعال النيران في محيط المكان، بينما تحدثت مصادر إسرائيلية عن مشاركة وحدة اليمام الخاصة في تنفيذ العملية، والتي استخدمت سلاح الجو لتدمير الكهف والمركبة التي كان يستقلها الشهداء، مما أدى إلى احتراقها بالكامل إلى جانب أشجار الزيتون المحيطة.
الاحتلال الإسرائيلي يتهرب من المسئولية
وللتهرب من مسؤولية جرائمه بحق المدنيين، زعم جيش الاحتلال أنه اغتال خلية مسلحة مكوّنة من ثلاثة شبان “كانت تخطط لتنفيذ عملية ضد أهداف إسرائيلية”، بحسب وصفه.
وادعى جيش الاحتلال في بيانه أن قواته رصدت أفراد الخلية وهم يخرجون من كهف غرب جنين، فأطلق القناصة النار عليهم، ثم تم استهداف الكهف بغارة جوية لتدميره.
وأكدت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن جنود الاحتلال احتجزوا جثامين الشهداء الثلاثة بعد العملية، وسط استنفار عسكري واسع في المنطقة.
وفي سياق متصل، حذر وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أن أي محاولة من المنظمات الإرهابية لإعادة بناء بنيتها التحتية في الضفة الغربية ستواجه برد قاس، على حد قوله.
وأضاف في منشور عبر منصة "إكس" أنه أوعز جيش الاحتلال باتخاذ كل الإجراءات اللازمة للقضاء على التهديدات الإرهابية في الضفة، مؤكدًا أن قوات الاحتلال ستبقى متمركزة في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس بدعوى منع تنفيذ هجمات مستقبلية.
وتأتي هذه العملية في إطار تصعيد إسرائيلي متواصل ضد الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية، تخلله اقتحامات واعتقالات واسعة، واعتداءات متكررة على مخيمات اللاجئين والمقدسات، خصوصًا المسجد الأقصى في القدس المحتلة.
