عاجل

الدكتور أسامة فخري : من يقدر الناس ويحسن إليهم يوقظ أجمل ما فيهم

الدكتور أسامة فخري
الدكتور أسامة فخري

أكد الدكتور أسامة فخري وكيل وزارة الأوقاف لشؤون المساجد ,إن من أسس العمل الراقي مبدأ التقدير والتحفيز المعنوي؛ فهو أحد أهم مبادئ الإدارة الحديثة في العالم، وأعمقها أثرا في بناء بيئة صحية تنبت الإخلاص وتثمر الإبداع، فينتج عن ذلك عمل يتسم بالضبط والدقة والجودة والإتقان والتميز.
فالحاجة إلى التقدير المعنوي من بين أهم الحاجات الإنسانية التي يحتاجها كل إنسان، حتى وإن لم يطلبها أو يفصح عنها، لأنها تغذي روحه، وتمنحه الدافع ليواصل العطاء بثقة ورضا.


أهمية التقدير المعنوي

وأوضح “فخري” أنه مهما بلغ الإنسان من نجاح أو شهرة أو مكانة اجتماعية، ستبقى في أعماقه حاجة ملحة إلى كلمة شكر صادقة تروي عطش القلب، وتقول له بلطف: "لقد رأيناك، وأحسنت، وجزلك الله خيرا، وما هذا الجمال",فالتقدير المعنوي يا صديقي العزيز  ليس مجاملة ولا زيادة في الكلام، بل غذاء أرواح قبل أن يكون مكافأة جهود,فإنها كلمة قد لا تكلف شيئا، لكنها تصنع كل شيء؛ تلهم المبدع، وتسعد المجتهد، وتنعش قلب من أنهكه العطاء.
فما الذي سيكلفك، أو سينقص منك، إن دعمت المتميز وشجعت المجتهد ورفعت من شأنه بكلمة طيبة تخلد أثره؟

الإحسان 


وأكد الدكتور أسامة فخري أن القرآن الكريم أرسى هذا المبدأ العظيم في قوله تعالى: ﴿هل جزاء الإحسان إلا الإحسان﴾، لتكون القاعدة الربانية واضحة: أن من أحسن إليك، فجزاؤه أن تقابله بإحسان، ولو بكلمة شكر تنبت في القلب امتنانا وسلاما.
وقال تعالى: ﴿ولا تنسوا الفضل بينكم﴾، تذكيرا بضرورة الوفاء لأهل الفضل، وتقدير جهودهم، وعدم إنكار عطائهم.

سلوك المؤمن الصادق

تابع: وفي السنة النبوية، أكد النبي ﷺ على هذا المعنى الراقي بقوله: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله"، فجعل شكر الناس بابا من أبواب شكر الله، لأن الامتنان سلوك المؤمن الصادق، الذي يرى في كل معروف فضلا يستحق الثناء.
كما قال ﷺ:"من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا، فقد أبلغ في الثناء"، وهو توجيه نبوي لطيف يجعل الكلمة الطيبة أبلغ صور التقدير المعنوي، وأرقاها أثرا في النفوس.

وقال الدكتور أسامة فخري التقدير إذا ليس ترفا ولا تزيينا، بل قيمة إيمانية وأخلاقية تحفظ المودة، وتبني جسور الثقة، وتبقي العمل حيا بروح الامتنان والإحسان.
فلنجعل التقدير المعنوي منهجا دائما في حياتنا وأعمالنا,ولتكن كلماتنا بلسما للنفوس، نرفع بها العزائم، ونوقظ بها الطاقات، ونشعل بها في الأرواح ضوء الاستمرار،مصداقا لقوله تعالى:﴿وقولوا للناس حسنا﴾.

تم نسخ الرابط