عبدالغني هندي: التصوف الإسلامي منهج تربوي وأخلاقي يقوم على الكتاب والسنة

أكد الدكتورعبد الغني هندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن التصوف الإسلامي هو الروح الأخلاقية والتربوية في الدين، وليس جماعة أو فرقة كما يظن البعض، موضحًا أن كل مسلم لا بد أن تكون له نزعة صوفية بمعناها الصحيح، أي جانب روحي وأخلاقي يزكي النفس ويرتقي بالسلوك، لأن الإسلام دين يقوم على الإحسان كما يقوم على الإيمان والإسلام.
وأوضح عبد الغني هندي أن هناك ضرورة ملحة في الوقت الراهن لأن يفرق الباحثون والمنتمون إلى التصوف بين ثلاثة مفاهيم هي: الموالد، والطرق الصوفية، والتصوف الإسلامي ذاته.
مظاهر احتفالية شعبية
وبين عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أن الموالد هي مظاهر احتفالية شعبية تغيرت ملامحها وسلوكياتها بتغيّر الزمن والمجتمع، مشيرًا إلى أن ما نراه اليوم في بعض الموالد يختلف كثيرا عما كان عليه في الماضي، سواء في أجواء الذكر أو حال المريدين وأصحاب الأحوال، حيث كانت الغاية في السابق روحانية خالصة يغلب عليها الذكر والمحبة والتهذيب، بينما أصابها في العصر الحديث كثير من المظاهر التي تحتاج إلى تصويب وتقويم.
وقال عبد الغني هندي : الطرق الصوفية تنظيمات قانونية لها مشايخها وأبناؤهم الذين يتوارثون المشيخة في الغالب، وهؤلاء بشر يخطئون ويصيبون شأنهم شأن غيرهم من الناس، ولهم محبون ومريدون يعرفون أحوالهم ويقدرون مكانتهم، لكنها في النهاية تبقى إطارًا تنظيميًا لا يعبر بالضرورة عن جوهر التصوف الإسلامي الأصيل.
التربية والسلوك والأخلاق والإحسان
وأشارعبد الغني هندي إلى أن التصوف الإسلامي الحق هو الطريق الذي يقوم على التربية والسلوك والأخلاق والإحسان، وينتمي في كل أحواله إلى الكتاب والسنة، وهو المنهج الذي سار عليه الصحابة الكرام وأئمة الإسلام عبر العصور حتى يومنا هذا، مؤكدًا أنه ليس مظهرًا احتفاليًا أو انتماءً تنظيميًا، بل هو مدرسة روحية تقوم على الزهد، وتزكية النفس، وتطهير القلب من الأهواء، والتحلي بمكارم الأخلاق.
وأكد عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية أن التصوف في جوهره ضرورة لكل مسلم، لأنه الجانب الذي يعنى بترقيق القلب وتزكية السلوك، وهو ما تحتاجه الأمة اليوم لتستعيد روح الدين في حياتها، بعيدًا عن المظاهر الشكلية أو الانقسامات التنظيمية.