فصول بلا حوائط .. حقيقة صورة مدرسة متداولة تثير جدلا

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية صورة لمدرسة أثارت حالة واسعة من الجدل، بعد أن زعم ناشروها أنها تابعة لإحدى القرى في مصر، حيث أظهرت الصورة مجموعة من الطلاب داخل فصول بدون حوائط، يجلسون على مقاعد في العراء وسط بيئة تفتقر لأبسط مقومات العملية التعليمية.
وسرعان ما انتشرت الصورة بشكل واسع على صفحات التواصل، مصحوبة بتعليقات غاضبة من المستخدمين الذين عبّروا عن استيائهم من “تدهور البنية التعليمية”، قبل أن تتبين الحقيقة بعد تحرّي مصدر الصورة وموقعها الأصلي.
وبحسب ما توصلت إليه مصادر متطابقة، فإن الصورة لا تعود لأي مدرسة مصرية، بل تم التقاطها في مدرسة الترنبة بريف سراقب في محافظة إدلب السورية، وهي منطقة تضررت بشدة جراء الحرب، مما أدى إلى تدمير عدد كبير من المدارس ونقص حاد في الأبنية والمستلزمات التعليمية.


وتُظهر الصورة واقعًا مأساويًا يعانيه طلاب المنطقة، حيث يجلس الأطفال في فصول بلا جدران أو أسقف، وسط بيئة مفتوحة معرضة للرياح والأتربة، في مشهد يعكس قسوة الظروف التي يعيشها الأهالي والمعلمون في تلك المناطق.
ووفقًا لتقارير إعلامية محلية في إدلب، فإن مدارس عدة ما زالت تعمل رغم الدمار الكبير الذي لحق بها، نتيجة عدم وجود بدائل كافية، حيث يعتمد المعلمون على الجهود الفردية ومنظمات الإغاثة لتوفير مقاعد بسيطة أو ألواح خشبية للطلاب، في محاولة لاستمرار العملية التعليمية.
في المقابل، دعا مستخدمون مصريون إلى توخّي الحذر قبل تداول أي صور أو أخبار دون التحقق من مصدرها، مؤكدين أن نشر معلومات مغلوطة يسيء إلى صورة المؤسسات التعليمية في مصر. كما طالب آخرون بضرورة تسليط الضوء على الأوضاع التعليمية في المناطق المنكوبة مثل إدلب، لما تمثله من مأساة إنسانية تستحق الدعم والمساندة.
وتعكس الواقعة أهمية التحقق من الأخبار قبل تداولها، خاصة في ظل الانتشار السريع للمحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قد يؤدي خلط المعلومات إلى تشويه الحقائق أو خلق جدل غير مبرر.
وفي النهاية، تبقى صورة “مدرسة الترنبة” شاهدًا على معاناة آلاف الأطفال السوريين الذين يواصلون التعلم رغم غياب البنية التحتية، مؤكدين أن الإرادة أقوى من الظروف، وأن التعليم بالنسبة لهم ليس رفاهية بل أمل في مستقبل أفضل