«ميصحش».. جدل حول صور تدريبات اللياقة لمعلمي مسابقة الـ 30 ألف معلم

أثارت صور متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتدريبات المعلمين الجدد، الناجحين في مسابقة تعيين 30 ألف معلم، جدلًا واسعًا بين المتابعين بعد ظهورهم يؤدون تمارين بدنية ولياقة رياضية ضمن فعاليات برنامج التأهيل التربوي والبدني والذهني للدفعة الخامسة من المعلمين المتدربين.
التدريبات التي نُظمت داخل مراكز إعداد القادة التابعة لوزارة التربية والتعليم الفني، جاءت في إطار خطة الوزارة لتأهيل المعلمين الجدد بشكل متكامل قبل استلامهم مهام عملهم بالمدارس الحكومية، وتشمل محاور تربوية، ونفسية، وبدنية، وذهنية، بهدف بناء شخصية المعلم النموذجية القادرة على التواصل الفعال مع الطلاب داخل الفصل.
ووفقًا لما أكدته مصادر داخل وزارة التربية والتعليم، فإن برنامج التدريب الذي يخضع له المعلمون الجدد لا يقتصر على الجانب الأكاديمي فقط، بل يهدف إلى رفع كفاءة المعلم بدنيًا وذهنيًا، وتنمية مهاراته في التعامل مع ضغوط العمل اليومية، إضافة إلى تطوير قدراته القيادية والإدارية داخل المدرسة.
وأوضحت المصادر أن التدريبات البدنية التي انتشرت صورها مؤخرًا على مواقع التواصل تمثل جانبًا من برنامج “التأهيل الشامل”، وهي تدريبات خفيفة تركز على اللياقة العامة والانضباط الجماعي والروح الإيجابية، ولا تهدف بأي شكل إلى تحويل التدريب إلى نشاط رياضي صرف، مشددة على أن المعلم يجب أن يكون نموذجًا في الحيوية والطاقة الإيجابية أمام طلابه.



لكن الصور التي أظهرت بعض المتدربين وهم يؤدون تمارين حركية في مجموعات، أثارت تفاعلًا واسعًا عبر المنصات الاجتماعية؛ فبينما اعتبرها البعض خطوة إيجابية تُبرز جدية الوزارة في بناء معلم متكامل الشخصية، رأى آخرون أن مثل هذه الأنشطة لا تتناسب مع طبيعة المهنة، مطالبين بالتركيز على التدريب التربوي والمناهج بدلًا من البدني.
من جهتها، أكدت مصادر مسؤولة بالوزارة أن البرنامج التدريبي تم إعداده بعناية بالتعاون بين أكاديمية المعلمين وقطاع التنمية البشرية، ويهدف إلى صقل شخصية المعلم قبل خوضه التجربة الفعلية في الفصل الدراسي. وأشارت إلى أن التدريبات البدنية جزء من خطة تطوير شاملة تشمل التأهيل النفسي والتربوي ومهارات إدارة الصف والتواصل مع الطلاب.
وأضافت المصادر لموقع نيوز رووم أن الوزارة تتابع تنفيذ البرامج في جميع المحافظات، وتقيّم أداء المتدربين بشكل دوري، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي هو تخريج معلم قادر على قيادة عملية تعليمية فعّالة، ويمتلك لياقة فكرية وبدنية تساعده على أداء رسالته التربوية بكفاءة.
وأكدت أن التدريب لا يقتصر على الجانب البدني، بل يتضمن أيضًا جلسات تثقيفية حول أخلاقيات المهنة، واستراتيجيات التعليم الحديثة، والتعامل مع التكنولوجيا التعليمية، بما يواكب توجه الدولة لتحديث المنظومة التعليمية.
واختتمت الوزارة موقفها بالتأكيد على أن الجدل المثار حول صور التدريبات تم تضخيمه خارج سياقه، وأن الهدف من البرنامج هو إعداد جيل جديد من المعلمين يمتلك المقومات العقلية والنفسية والبدنية التي تمكنه من أداء رسالته التعليمية بروح إيجابية وانضباط ووعي كامل بدوره في بناء الإنسان المصري