عاجل

ما حكم دعاء الاستفتاح في الصلاة؟.. دار الإفتاء توضح

الصلاة
الصلاة

اختلف الفقهاء في حكم دعاء الاستفتاح؛ فذهب الحنفية والشافعية والحنابلة في المذهب إلى أنه سُنّة، بينما ذهب المالكية في المشهور إلى كراهة دعاء الاستفتاح في الفريضة؛ فمَن كان مُقلِّدًا لمذهب إمامٍ يرى قراءته في الصلاة فلا يحق له الإنكار على مَن لا يرى قراءته في الصلاة، من منطلق ما تقرر شرعًا من أنه لا يُنكَر المختلفُ فيه، وإنما يُنكَر المتفق عليه.

المراد بدعاء الاستفتاح


الاستفتاح لغة: الابتداء والافتتاح، يقال استفتحت الشيء أي: ابتدأته وافتتحته.
واصطلاحًا: الذكر المشروع بين تكبيرة الإحرام والاستعاذة للقراءة، من نحو: “سبحانك اللهم” أو “وجهتُ وجهي”، سمي بذلك؛ لأنه شرع ليستفتح به الصلاة.

مذهب جمهور الفقهاء في حكم دعاء الاستفتاح
دعاء الاستفتاح مما اختلف في حكمه الفقهاء، فهو سنة عند جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة في المذهب، وقال الإمام أحمد بوجوبه في رواية:
قال العلامة ابن نجيم الحنفي في البحر الرائق: هو حال من الوضع أي يضع قائلًا: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، وقد تقدم أنه سنة لرواية الجماعة أنه كان صلى الله عليه وآله وسلم يقوله إذا افتتح الصلاة، أطلقه فأفاد أنه يأتي به كل مصل إمامًا كان أو مأمومًا أو منفردًا.
وقال الإمام النووي الشافعي في روضة الطالبين: يستحب للمصلي إذا كبر أن يقول دعاء الاستفتاح.
وقال العلامة المرداوي الحنبلي في الإنصاف في صفة الصلاة: وسنن الأقوال اثنا عشر: الاستفتاح، والتعوذ، هذا المذهب، وعليه جماهير الأصحاب وقطع به كثير منهم، وعنه: أنهما واجبان اختاره ابن بطة.

مذهب المالكية في حكم دعاء الاستفتاح


بينما ذهب المالكية في المشهور إلى كراهة دعاء الاستفتاح في الفريضة.
قال العلامة خليل في المختصر: وكرها بفرض: كدعاء قبل قراءة وبعد فاتحة وأثناءها وأثناء سورة وركوع وقبل تشهد وبعد سلام.
وقال الشيخ عليش في منح الجليل: وشبه في الكراهة فقال: كدعاء عقب إحرام وقبل قراءة، فيكره على المشهور للعمل وإن صح الحديث به.
وروى الإمام ابن شعبان عن الإمام مالك قولًا بجواز دعاء الاستفتاح؛ قال العلامة المازري المالكي في شرح التلقين: وحكى ابن شعبان -وهو رأس المالكية في زمانه- في مختصره عن مالك أنه كان يقول ذلك بعد إحرامه، وعلل النقل عن الإمام بعدمه؛ لكراهة أن يعتقد الناس وجوبه؛ لأنه واقع بين ذكرين قوليين واجبين، وقد حاول الشيخ أبو الحسن اللخمي أن يخرج قولًا عندنا بجواز الفصل بالدعاء. وأشار إلى ما حكيناه عن ابن شعبان، واستحسن الجواز، واحتج بقول أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين: يا رسول الله إسكاتتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد.

صيغة دعاء الاستفتاح في الصلاة


أما صيغة دعاء الاستفتاح: فاختار الحنفية والحنابلة تفضيل صيغة: “سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك”.
وفضل الشافعية صيغة التوجيه في الاستفتاح، وهي: “وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعًا لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله بيديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك”.
واختار صاحب الإنصاف أن يقال هذا تارة وهذا تارة أخرى جمعًا بين الأدلة، ونقله عن ابن تيمية.
أما القاضي أبو يوسف من الحنفية، وابن تيمية وابن هبيرة من الحنابلة ففضلوا الجمع بين الصيغتين في الاستفتاح للصلاة.
وهذه المسائل الخلافية ينبغي التعامل معها من منطلق ما تقرر من أنه لا ينكر المختلف فيه، وإنما ينكر المتفق عليه.

تم نسخ الرابط