عاجل

تفاصيل الجلسة السرية في محاكمة المتهمة بقتل أطفال دلجا الستة ووالدهم بالمنيا

واقعة دلجا بالمنيا
واقعة دلجا بالمنيا

كانت رائحة الخبز الطازج تعبق أرجاء البيت الصغير، في صباح هادئ بقرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا، بينما كان الأطفال الـ 6 يلتفون حول أمهم ينتظرون وجبة الإفطار، دقائق قليلة فقط فصلت بين لحظة دفء عائلي بريء، وبين واحدة من أبشع المآسي التي عرفها الصعيد في تاريخه الحديث، فما إن تناول الصغار أرغفة الخبز، حتى بدأ الصراخ يعلو أرجاء القرية، وسقط الجميع واحدًا تلو الآخر، قبل أن يلحق بهم الأب إلى نفس المصير، لم يكن أحد يتخيل أن اليد التي أطعمتهم، هي نفسها التي دسّت لهم الموت في لقمة الخبز.

رحلة العدالة لكشف الحقيقة

أصبحت الجريمة تُعرف باسم "مذبحة دلجا"، ومنذ تلك اللحظة، وبدأت رحلة العدالة لكشف الحقيقة ومحاسبة الأم التي صدمت الجميع ببرود اعترافها، وفي جلسة سرية أمام محكمة جنايات المنيا، كُشف الستار عن تفاصيل جديدة في واحدة من أبشع قضايا القتل الأسري في مصر.

 

كشف علي أيوب لـ "نيوز رووم"، محامي أسرة ضحايا ما عُرف إعلاميًا بـ «مذبحة دلجا» بمحافظة المنيا، تفاصيل الجلسة الثانية السرية في محاكمة المتهمة بإنهاء حياة زوجها وأطفالها الـ6 بقرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس، مؤكدًا أن الجلسة شهدت مفاجآت في أقوال الشهود ومحاولات جديدة من دفاع المتهمة لتخفيف مسؤوليتها الجنائية.


شهود الإثبات والنفي أمام المحكمة

قال المحامي علي أيوب، إن الجلسة كانت مخصصة لسماع شهود الإثبات والنفي، حيث استمعت المحكمة إلى أقوال عدد من الشهود، من بينهم شقيق وشقيقة المتهمة.

 

وأوضح أيوب خلال تصريحاته، أن شقيقة المتهمة حاولت تبرير غيابها عن الجلسة السابقة، مدعية أنها كانت محتجزة لدى الشرطة، كما زعمت أنها أُجبرت على الإدلاء بشهادة غير صحيحة في جلسة سابقة، وهو ما اعتبره الدفاع عن أسرة الضحايا محاولة لتضليل العدالة وتغيير مجرى القضية.


محاولات الدفاع وإثبات نية القتل

وأشار أيوب لـ "نيوز رووم"، إلى أن دفاع المتهمة حاول الدفع ببطلان اعتراف المتهمة أمام النيابة، زاعمًا أن التحقيق تم دون حضور محاميها الأصيل، لكنّ المحكمة تأكدت من أن التحقيقات جرت بحضور محامين منتدبين من مكتب الدفاع الأصلي، وأن جميع الإجراءات تمت بشكل قانوني.


كما أضاف المحامي، أن المتهمة اعترفت صراحة بأنها ميزت "شيكارة الخبز المسموم" عن باقي الأرغفة، وهو ما يؤكد توافر نية القتل المبيتة لدى المتهمة.


النيابة تطالب بالإعدام والمرافعة بعد الاستراحة

وبعد الانتهاء من سماع أقوال الشهود، قررت هيئة المحكمة رفع الجلسة لمدة 30 دقيقة للاستراحة، على أن تُستأنف لسماع مرافعة النيابة العامة.

 

وأوضح المحامي، أن النيابة من المتوقع أن تطالب بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمة، وهي الإعدام شنقًا، وهو المطلب ذاته الذي تتمسك به هيئة الدفاع عن أسرة المجني عليهم، تأكيدًا على حق الضحايا في العدالة.


الطب الشرعي يحسم الجدل

أكد أيوب، فيما يتعلق بتقرير الطب الشرعي، أن دفاع المتهمة تنازل عن مناقشة خبراء السموم، رغم ما ورد في التقرير من تفاصيل خطيرة.

 

وأوضح التقرير، أن الوفاة حدثت نتيجة تناول مادة سامة شديدة الفاعلية، مشيرًا إلى أن جرامًا واحدًا فقط من تلك المادة يكفي لقتل إنسان يبلغ وزنه 100 كيلوجرام، مما يثبت أن الجريمة نُفذت عن قصد وبنية إجرامية واضحة.

تفاصيل الواقعة التي هزت دلجا

وتعود أحداث الواقعة إلى تلقي أجهزة الأمن بمديرية أمن المنيا، بلاغًا بوفاة 6 أطفال أشقاء في ظروف غامضة عقب وصولهم إلى المستشفى بدقائق، أعقبها وفاة والدهم بذات الأعراض في مستشفى أسيوط الجامعي، وبعد تكثيف التحريات وجمع المعلومات، كشفت الأجهزة الأمنية أن زوجة الأب هي من وضعت السم في الخبز أثناء إعداد وجبة الإفطار، ما أدى إلى وفاة الأسرة بأكملها.


بداية المحاكمة ومتابعة الرأي العام

يُذكر أن محكمة جنايات المنيا، كانت قد بدأت أولى جلسات محاكمة المتهمة يوم 15 سبتمبر الماضي، وسط اهتمام واسع من الرأي العام والإعلام المحلي، نظرًا لبشاعة الجريمة التي أدمت قلوب المصريين وأثارت موجة غضب وتعاطف واسعة، وتنتظر قرية دلجا وأهالي المنيا الآن جلسة النطق بالحكم النهائي، وسط ترقب لمصير المتهمة التي تواجه أقسى عقوبة في القانون المصري.

تم نسخ الرابط