عاجل

دموع أم دلجا: مبروك عليكي الإعدام.. لكن لا شيء يعيد لي ولادي

ام اطفال دلجا في
ام اطفال دلجا في المنيا

جلست أم فقدت كل شيء فقدت ضحكتهم، أنفاسهم، وحتى معنى الحياة، أمام المحكمة بالمنيا التي امتلأت بالدموع والدعوات، لم تكن تنتظر مفاجآت، لكنها كانت تنتظر العدالة، وعندما نطق القاضي بقراره، علت في عينيها دموع لا تُوصف، كانت هذه هي والدة الأطفال الستة ضحايا مذبحة دلجا، التي هزّت وجدان المصريين من أقصى الصعيد إلى أقصى الشمال.


القرار المنتظر إحالة أوراق المتهمة للمفتي

قررت محكمة جنايات المنيا، الدائرة الأولى، اليوم السبت، إحالة أوراق المتهمة "هاجر. أ. ع" إلى مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامها، بعد أن وجهت لها النيابة العامة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، في الجريمة التي راح ضحيتها زوجها وأطفاله الستة داخل منزلهم بقرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس.

القرار جاء بعد جلسات مطوّلة شهدت استماع المحكمة لشهود الإثبات والدفاع، واستعراض الأدلة التي أثبتت قيام المتهمة بدس مادة سامة في طعام الأسرة، لتتحول الوجبة إلى مأساة أطفأت حياة أسرة كاملة.


دموع أم لا تجف "مبروك عليكي الإعدام"

وفي أول تعليق لها عقب الجلسة، قالت والدة الأطفال الضحايا لـ نيوز رووم بصوت متهدج تخنقه الدموع: "مبروك عليكي الإعدام، بس ولا حكم في الدنيا هيرجعلي ولادي"، كلماتها البسيطة كانت كافية لتصمت القاعة، مزيج من الارتياح والحزن عمّ المكان، ارتياح لأن العدالة بدأت تأخذ مجراها، وحزن لأن الجرح لا يلتئم، ولا يشفى بفقدان ستة أطفال ووالدهم في لحظة غدر.


أهالي دلجا بين الحزن والقصاص

شهدت اليوم حضورًا أسر الضحايا، الذين تابعوا الحكم بقلوب واجفة ووجوه تفيض بالألم، ورغم الحزن الذي خيّم على المكان، عبّرت الاسرة عن ارتياحهم لقرار المحكمة، مؤكدين تمسكهم الكامل بـ«القصاص العادل»، واعتبارهم الحكم خطوة أولى نحو إنصاف الضحايا وتهدئة أرواحهم.


جريمة هزّت الصعيد والعدالة تقترب من نهايتها

تعود تفاصيل الجريمة إلى شهر يوليو الماضي، عندما تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا بوصول عدد من الأطفال إلى المستشفى في حالة إعياء شديد، قبل أن تتكشف المأساة بأن وراء الحادثة زوجة الأب الثانية، التي دسّت السم في الخبز والطعام، كشفت التحقيقات أن المادة المستخدمة شديدة السمية وثابتة الخواص، أدت إلى وفاة الضحايا تباعًا في واقعة مأساوية صدمت الرأي العام المصري.

كلمة القضاء الأخيرة قريبة

ومن المنتظر أن تحدد المحكمة جلسة لاحقة للنطق بالحكم النهائي بعد ورود رأي مفتي الجمهورية، وسط حالة من الترقب بين الأهالي وأسرة الضحايا الذين ينتظرون كلمة العدالة الأخيرة، لعلها تكون بردًا وسلامًا على قلوب أُحرقت بنار الفقد.

تم نسخ الرابط