عاجل

حي على الصلاة.. دار الإفتاء توضح فضل الأذان وثواب المؤذن للصلاة

الاذان
الاذان

الأذان شعيرة من شعائر الإسلام؛ قد رغب فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحث عليه، ورتب الأجر العظيم على القيام به؛ حيث ورد في السنة المطهرة فضل الأذان وأجر المؤذنين؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا» متفق عليه.

ماذا يقول العلماء؟ 

قال العلامة ابن رجب في فتح الباري: فقوله: لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، يعني: لو يعلمون ما فيهما من الفضل والثواب، ثم لم يجدوا الوصول إليهما إلا بالاستهام عليهما -ومعناه: الإقراع-؛ لاستهموا عليهما؛ تنافسًا فيهما، ومشاحة في تحصيل فضلهما وأجرهما.

وعن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» أخرجه مسلم في صحيحه.

قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: فقيل معناه: أكثر الناس تشوفًا إلى رحمة الله تعالى؛ لأن المتشوف يطيل عنقه إلى ما يتطلع إليه، فمعناه: كثرة ما يرونه من الثواب.

بين الأذان والإقامة.. ما حكم قراءة القرآن الكريم في مكبرات الصوت؟

قراءة القرآن الكريم في المساجد فيما بين الأذان والإقامة أمر مشروع ومستحب، ويجمع الناس على سماع كتاب الله، ويهيئهم لأداء الصلاةبخشوع وتدبر. وقد أشار الفقهاء إلى أن هذا العمل من الأمور الحسنة التي كانت معروفة عند السلف الصالح، ولم يرد فيها نكير، بل هي امتداد للأدلة الشرعية التي تحث على قراءة القرآن والاستماع إليه والاجتماع على ذلك.

قراءة القرآن بين الأذان والإقامة

الوقت بين الأذان والإقامة من الأوقات المباركة، التي يُستحب فيها الدعاء والذكر، وقد ورد في السنة النبوية تشجيع الدعاء فيها: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الدُّعَاءَ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ؛ فَادْعُوا» [أحمد وأبو داود والترمذي].

وبناءً على أن الدعاء مستحب في هذا الوقت، فإن قراءة القرآن والاستماع إليه أفضل وأعظم أجرًا، لما فيه من تلاوة كلام الله وتدبر معانيه، وهو أقوى أثرًا في تهئية القلوب للصلاة واستجلاب الخشوع.

استحباب الاستماع إلى القرآن الكريم

السنة النبوية أكدت على استحباب الاستماع إلى القرآن، كما في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «اقْرَأْ عَلَيَّ»، فقال: «فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي» [متفق عليه].

وأوصى الإمام النووي بجعل مجالس العلم تُفتتح وتُختتم بقراءة القرآن، ويُختار القارئ بصوت حسن بما يناسب المقام، لتعظيم أثر القراءة على المستمعين وزيادة الخشوع.

الأدلة من القرآن الكريم

القرآن نفسه يأمر بالاستماع والانصات: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204].

كما أن الاجتماع على تلاوة القرآن مستحب، كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ» [مسلم].

تم نسخ الرابط