عاجل

من الانتكاسة إلى الطاعة.. الداعية فاطمة موسى تشرح طريق العودة إلى الله |خاص

فاطمة موسى
فاطمة موسى

أكدت الدكتورة فاطمة موسى الواعظة بوزارة الأوقاف أنَّ الإنسان بطبيعته ضعيف، يتقلّب بين الطاعة والمعصية، لكن رحمة الله أوسع من كل ذنب، مشيرة إلى أن الخطأ ليس نهاية الطريق، بل قد يكون بداية جديدة للعودة إلى الله سبحانه وتعالى.

طريق العودة إلى الله

وقالت موسى في تصريحات خاصة لـ " نيوز رووم "إنَّ المصيبة الحقيقية ليست في الوقوع في الخطأ، بل في الإصرار عليه وعدم الرجوع، موضحة أنَّ باب الرحمة الإلهية لا يُغلق في وجه أحد، مستشهدة بقول الله تعالى:“قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا” [الزمر: 53].

وأضافت أنَّ هذه الآية وحدها كفيلة بأن تعيد الأمل لكل إنسانٍ شعر أن بينه وبين الله حجابًا، مؤكدة أنَّ الله لا يطرد من طرق بابه، بل ينتظر عباده بقلوب نادمة وأرواح مخلصة.

وأشارت إلى قول النبي ﷺ: “كل بني آدم خطاء، وخير الخطّائين التوابون”، موضحة أنَّ الانتكاس لا يعني الفشل، بل هو دعوة جديدة للرجوع، فالمؤمن قد يخطئ، لكنه لا يبقى على الأرض طويلًا، بل ينهض مستعينًا بالله، نادمًا راغبًا في بداية جديدة.

اللهم لا تحرمنا لذة القرب منك

وبيّنت أنَّ الرجوع إلى الطاعة لا يحتاج إلى معجزات، وإنما إلى نية صادقة في القلب، مؤكدة أنَّ من نوى العودة إلى الله فقد خُطَّ له طريق النور، واستدلت بحديث النبي ﷺ:“إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل”.

وأضافت أن على كل إنسانٍ أن يعمل كشف حسابٍ لنفسه بعد الانتكاس: ما سبب الفتور؟ أهو ابتلاء؟ أم انشغال؟ أم ضعف في العزيمة؟ ثم يبدأ بإزالة المعوقات نفسياً أولاً ثم عملياً.

وضربت موسى مثالًا بحالة الفتور التي تصيب البعض بعد شهر رمضان، قائلة:“في هذه الحالة يجب إعادة شحن الهمة بسماع الدروس الدينية، أو قراءة كتبٍ عن فضل الطاعة وأهميتها، مع الابتعاد عن التسويف الذي يُعد من أهم أسباب الفتور.”

واختتمت الداعية فاطمة موسى حديثها قائلة:“فلنفتح صفحة جديدة مع الله، ولنجعل كل انتكاسة بداية لطاعة أصدق وإيمان أعمق، فالله لا يملّ من عودتنا، ونحن أولى ألا نملّ من التوبة إليه”،

داعيةً بقولها:“اللهم يا مقلب القلوب، ثبّت قلوبنا على طاعتك، واغسل ذنوبنا برحمتك، وردّنا إليك ردًّا جميلًا، واجعلنا من الذين إذا أذنبوا استغفروا، وإذا ابتعدوا عادوا، ولا تحرمنا لذة القرب منك يا أرحم الراحمين.”

تم نسخ الرابط