عاجل

هل الوضوء قبل النوم له أفضلية خاصة ؟.. الإفتاء توضح

الوضوء
الوضوء

حثَّنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على النوم على وضوءٍ؛ فقد روى الشيخان عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
«إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ».

ماذا يقول العلماء؟

قال العلامة ابن بطال: فيه أن الوضوء عند النوم مندوب إليه مرغب فيه، وكذلك الدعاء؛ لأنه قد تُقْبَض روحه في نومه، فيكون قد خَتَم عمله بالوضوء والدعاء الذي أفضل الأعمال، ولذلك كان ابن عمر رضي الله عنهما يجعل آخر عمله الوضوء والدعاء، فإذا تكلم بعد ذلك استأنف الصلاة والدعاء، ثم ينام على ذلك؛ اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ لقوله: «اجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ».

وقال العلامة الشوكاني: قوله “فتوضأ” ظاهره استحباب تجديد الوضوء لكل من أراد النوم، ولو كان على طهارة.

وبناءً على ذلك: فإنَّ الوضوء للنوم مستحبٌّ شرعًا.

أداء صلوات اليوم بوضوء واحد.. حكمه وفضل تجديد الوضوء لكل فريضة

يحرص الكثيرون ويروجون لفضل أداء صلوات اليوم بوضوء واحد، فهل هذه العادة أفضل أم تجديد الوضوء لكل صلاة؟

هل أداء صلوات اليوم بوضوء واحد سنة؟

يقول الدكتور جمال الأكشة أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر: كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الوضوء عند كل صلاة: روي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه قال:"كان النبي ﷺ يتوضأ عند كل صلاة، قلت: كيف كنتم تصنعون؟ قال: يجزئ أحدنا الوضوء ما لم يحدث". صحيح البخاري 

وأوضح في شرح الحديث: الوضوء هو نور المؤمن يوم القيامة؛ فبالوضوء يبيض وجهه وأطرافه، ويعرف المسلمون في المحشر بهذه الصفة، وهو من خصائص هذه الأمة، ولما كان للوضوء هذا الفضل، كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة مفروضة؛ لتحصيل هذا الأجر والفضل، كما يخبر عنه أنس بن مالك رضي الله عنه، والوضوء لكل صلاة سنة، فيجوز للمسلم أن يصلي أكثر من صلاة بوضوء واحد ما لم يحدث، وهو ما بينه أنس رضي الله عنه بقوله: يجزئ أحدنا الوضوء ما لم يحدث حدثا أصغر ينقض الوضوء، مثل إخراج الريح، أو التبول والتبرز.

وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث بريدة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة، فلما كان يوم الفتح صلى الصلوات بوضوء واحد، فقال له عمر: إنك فعلت شيئا لم تكن تفعله؟! فقال: «عمدا فعلته»، أي: إني فعلته لبيان مشروعية أداء أكثر من صلاة بوضوء واحد. وفي الحديث: فضل الوضوء لكل صلاة.

إسباغ الوضوء على المكاره

إسباغ الوضوء يكون بإكماله وإتمامه وإعطاء كل عضو حقه، ويتحقق بالماء البارد والدافئ على السواء، وأما "إسباغُ الوضوء على المكاره" فمعناه: أن يحرص المكلف على غسل أعضائه ويتمم مسح رأسه وأذنيه، مع ما قد يعتريه من مشاقَّ عند وضوئه يمكن تحملها كالوضوء بالماء البارد في الشتاء القارص، وكذا كل حال يُكرِه المسلم فيها نفسه على الوضوء متى تمكن من الوضوء ولم يترتب على ذلك ضرر به، وأما إذا تضرر من الوضوء بالماء البارد في الشتاء فاستعماله للماء الدافئ أولى، بل يثاب بترك الوضوء بالماء الشديد البرودة الذي يُلحق به ضررًا من استعماله أو يمنع من إسباغ الوضوء على الوجه الكامل، وحديث "إسباغ الوضوء على المكاره" مقيدٌ بالمشقة غير الشديدة.

تم نسخ الرابط