المونيتور: الحرب على غزة تربك حسابات الصين التجارية في الشرق الأوسط

ذكر موقع المونيتور الأمريكي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلنا الاثنين، توصلهما إلى اتفاق يهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة وتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين،
وتعد ذلك في خطوة قد تساهم في تهدئة الأوضاع الإقليمية وحماية مصالح التجارة الدولية، لا سيما تلك المرتبطة بالصين، لكن هذا الاتفاق يحمل في طياته أيضًا تداعيات دبلوماسية قد تدفع بكين إلى الهامش.
وبحسب تقرير أصدره موقع المونيتور نقلاً عن إليزابيث هاجيدورن، تتضمن الخطة النقاط على النحو التالي:
- وقف إطلاق النار الفوري وإطلاق سراح جميع الرهائن خلال 72 ساعة من موافقة إسرائيل على الاتفاق.
- إطلاق سراح 250 أسيرًا فلسطينيًا محكومًا بالسجن المؤبد، إضافة إلى 1700 أسير من قطاع غزة، ورفات 15 غزيًا مقابل كل جثمان إسرائيلي متوفى يتم تسليمه.
- العفو عن أعضاء حركة حماس الذين يقومون بنزع أسلحتهم، مع توفير ممر آمن لمن يختارون مغادرة غزة.
- إدارة مؤقتة لقطاع غزة عبر لجنة فلسطينية تكنوقراطية، يشرف عليها "مجلس السلام" برئاسة ترامب وعدد من رؤساء الدول حتى إتمام إصلاحات السلطة الفلسطينية.

ترحيب صيني بخطة ترامب بشأن غزة
ورحبت الصين بإعلان البيت الأبيض عن خطة السلام، التي نالت دعمًا من العديد من الدول العربية والإسلامية، حيث في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قوه جيا كون، أن بكين تدعم كافة الجهود الرامية لتخفيف التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتدعو الأطراف المعنية لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وتحقيق وقف شامل لإطلاق النار في غزة، والإفراج الفوري عن الأسرى، وتخفيف الأزمة الإنسانية بأسرع وقت، مشددًا على أن الصين تؤمن بمبدأ حكم الفلسطينيين لفلسطين والسعي نحو حل الدولتين.
مصالح الصين تحت ضغط بسبب حرب غزة
ومع اقتراب الحرب في غزة من عامها الثاني، تواجه مصالح الصين في الشرق الأوسط ضغوطًا متزايدة، إذ أدت الحرب إلى تفاقم عدم الاستقرار وتعطيل طرق التجارة الحيوية. شهد البحر الأحمر، الذي يعد شريانًا حيويًا للتجارة العالمية، اضطرابات بسبب هجمات الحوثيين المدعومين من إيران على سفن الشحن التجارية، وهو ما تسبب في انخفاض حركة سفن الحاويات بنسبة 75% في 2024 مقارنة بالعام السابق، وفقًا لمشروع 44.
كما تأثرت قناة السويس بشكل حاد، ما أثر على حوالي 10% إلى 15% من التجارة العالمية، و30% من حركة الحاويات، كونها الممر الرئيس لتجارة الصين المتجهة إلى أوروبا، والتي تمثل 60% من صادراتها إلى القارة الأوروبية.

ارتفاع تكاليف الشحن من الصين إلى أوروبا
شهدت تكاليف الشحن ارتفاعًا كبيرًا، حيث ارتفع سعر شحن حاوية قياسية بطول 40 قدمًا من الصين إلى شمال أوروبا من 1500 إلى 4000 دولار خلال 2023-2024، حسب معهد كيل الألماني، وعمدت العديد من السفن إلى تحويل مسارها عبر رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا، ما أضاف حوالي 11 ألف ميل بحري و10 أيام سفر إضافية لكل رحلة، مما زاد تكاليف الوقود بمليون دولار لكل رحلة.
على الصعيد الدبلوماسي، من المتوقع أن ترحب الصين بأي اتفاق يؤدي إلى تهدئة عامة في المنطقة، ولكن الخطة المثارة أثارت مخاوف بشأن طموحات بكين في لعب دور الوسيط الرئيسي.
وفي يوليو 2024، استضافت الصين قمة هامة في بكين ضمت 14 فصيلًا فلسطينيًا، بما في ذلك حماس وفتح، وأعلنت عن اتفاق على العمل من أجل وحدة وطنية فلسطينية شاملة ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية، ودعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
لكن خطة ترامب تتضمن إدارة مؤقتة لقطاع غزة عبر لجنة تكنوقراطية غير سياسية، تحت إشراف "مجلس السلام" برئاسة ترامب وإدارة توني بلير وقادة دول آخرين، دون إعطاء الأولوية لمنظمة التحرير الفلسطينية أو حكومة الوحدة الوطنية، ولا توفر دورًا رسميًا للصين.
خطة ترامب تهدد نفوذ الصين
وفي حال تنفيذ الخطة، قد تذهب جهود بكين لفرض نفسها كوسيط أساسي ومنافس للولايات المتحدة أدراج الرياح، خاصة مع العلاقات المتينة بين واشنطن وداعمي إسرائيل الإقليميين مثل الإمارات والسعودية وقطر ومصر وتركيا.
كانت الصين قد سعت لاستغلال الدعم الأمريكي لإسرائيل، الذي أبداه الرئيسان بايدن وترامب، لتقديم نفسها كوسيط أكثر توازنًا وموثوقية للعالم العربي، لكن اتفاق وقف إطلاق النار الأمريكي الإسرائيلي، إلى جانب الاتفاق الأمني بين الولايات المتحدة وقطر، أكد استمرار النفوذ العميق لواشنطن في العواصم العربية، مما يحد من قدرة بكين على تعزيز مكانتها كشريك إقليمي موثوق.