"بإشراف مرممة مصرية".. مصر تفوز بجائزة ENR العالمية بترميم منزل زينب خاتون

أثبتت السيدة المصرية أنها متواجدة بجميع المجالات، ولعل من أصعب المجالات التي برزت فيها السيدات المصريات، هو مجال الترميم، أحد أصعب المهن وأشقها وأكثرها حساسية ودقة، فالمرمم حرفيًا يحي صفحات من التاريخ.
حققت وزارة السياحة والاثار بالتعاون مع وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية وشركة المقاولون العرب إنجازًا جديدًا هو فوز مشروع ترميم وتأهيل منزل زينب خاتون الاثرى بالقاهرة بجائزة أفضل مشروع في فئة مشروعات الترميم ضمن جائزة ENR العالمية للمشروعات.
تم تنفيذ المشروع بالتعاون بين وزارتي الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية عن طريق جهاز القاهرة الفاطمية ووزارة السياحة والآثار المصرية تحت إشراف الإدارة العامة للقاهرة التاريخية، وقطاع الأثارالإسلامية والقبطية بقيادة المرممة نشوى أبو زيد، وهي المسؤولة عن مشروع الترميم الأثري المعماري والدقيق، لمنزل زينب خاتون، كأول سيدة مصرية تحقق هذا الإنجاز العالمي.
ونشوى أبو زيد لا يقتصر نشاطها على مجال الترميم فقط، بل لها نشاط ملحوظ في مجال الوعي الأثري، حيث ألقت العديد من المحاضرات التطوعية حول فنون الترميم للشباب المصري من الجنسين، بهدف رفع الوعي الأثري لديهم

منزل زينب خاتون
ويُعد منزل زينب خاتون تحفة معمارية تاريخية أثرية تمتزج فيها تقاليد العمارة المملوكية والعثمانية أعيد إليها الحياة من جديد، حيث يستهدف أن يكون المنزل الأثري مركزًا ثقافيا متعدد الأغراض، مع الحفاظ الكامل على طابعه التراثى والاثرى والتاريخي.
يقع المنزل خلف الجامع الأزهر، بُني عام 1486م بأمر الأميرة شقرا هانم، حفيدة السلطان الناصر حسن بن قلاوون، بعد ذلك خضع لتجديدات في العصر العثماني، ثم سكنته زينب خاتون سنة 1780م، فسمّي باسمه.
من هي؟
زينب خاتون طانت جارية لدى محمد بك الألفي، ثم تزوجت بعد العتق من الأمير الشريف حمزة الخربوطلي، فأصبحت تُعرف بلقب “خاتون” بمعنى السيدة الكريمة المحترمة.
مقاومة المحتل الفرنسي
خلال الحملة الفرنسية على مصر (1798)، استُخدم المنزل كمأوى للمقاومين والجرحى، حيث قدمت زينب خاتون المساعدة بإيوائهم وتضميد جراحهم، ووُجد سرداب تحت إحدى غرفه فيه حوالي 27 جثة يُرجّح أنهم لرجال المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي، لذا، يُعتبر البيت رمزًا من رموز المقاومة الشعبية والفضاء المدني الذي شارك فيه المواطنون في الدفاع عن الأرض.
الطابع المعماري
يظهر في المنزل مزيج من الطراز المملوكي والعثماني، خاصّة في التزيين الداخلي وتوزيع الفضاءات.
من الميزات المعمارية للمنزل، المدخل المنكسر، الذي يعمل كساتر لأهل المنزل، فناء داخلي كبير يتيح إضاءة وتهوية وحدات البيت، طابق السّلاملك، أو مجلس الرجال، والحرملك، طابق النساء، وغرف النوم في الطوابق العُليا.