خبير سياسي يعرض أدلة تكشف انهيار قيادة إسرائيل خلال حرب أكتوبر

كشف الدكتور محمد وازن، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، عن وثائق نادرة ومذكرات لقادة الاحتلال، مؤكداً أن شهادة العدو نفسه هي "أبلغ دليل على عظمة النصر المصري" في حرب أكتوبر 1973.
مذكرات جولدا مائير: صدمة "أقرب للهولوكوست"
أكد الدكتور "وازن" خلال حوار خاص مع الإعلامية لبنى عسل في برنامج "الحياة اليوم" على قناة "الحياة"، أن الوثائق تفضح حجم الهزيمة الساحقة التي تعرضت لها إسرائيل وحالة الرعب والانهيار التي سادت قيادتها، مشيرا إلى أن أهم هذه الأدلة هي الصفحة 305 من النسخة العبرية الأصلية لمذكرات رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك، جولدا مائير.
وأوضح "وازن" أن الترجمة الحرفية لمذكرات مائير تكشف عن عمق الصدمة، حيث أضافت في اعتراف تاريخي أن حرب يوم الغفران كانت "أمر أقرب إلى الكارثة أو الهولوكوست"، مؤكدة أنها تجربة شخصية لن تزول منها.
وتابع مشيراً إلى اعتراف مائير الذي يعكس حجم الانهيار النفسي: “لن أعود أبداً إلى ما كنت عليه قبل حرب يوم الغفران”، واعتبر وازن أن هذا الاعتراف الصادر عن رأس الدولة في إسرائيل "يدحض أي محاولة للتقليل من حجم الانتصار".
الرعب في مجلس الوزراء
كما عرض الدكتور وازن تقريراً من صحيفة "يسرائيل هيوم"، المقربة من دوائر الاستخبارات، يوثق "الجلسة الدراماتيكية" لمجلس الوزراء الإسرائيلي يوم 11 أكتوبر 1973.
ونوه إلى أن التقرير نقل عن مصادره أن القادة "ارتعدوا خوفاً على مصير الدولة الفتية" عندما انطلقت صفارات الإنذار فجأة أثناء الاجتماع، حتى أن التقرير ذكر أن إسرائيل في تلك اللحظات "حُكم عليها بالفناء".
وأشار وازن إلى أن هذا المشهد يؤكد "الفشل الاستخباراتي الذريع والكامل" لإسرائيل في توقع موعد الحرب، وحالة الانهيار التي أصابت قيادتها.
السردية الحقيقية للحرب
واستشهد وازن بتقرير من موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، المقرب من الأجهزة الأمنية، والذي تحدث عن تحميل قائد القيادة الجنوبية، نصف مسؤولية فشل حرب يوم الغفران.
واختتم حديثه مؤكداً أن هذه الشهادات الموثقة من قادة العدو وإعلامه هي "الرد الأقوى على كل من يشكك في عظمة الانتصار"، وتثبت أن ما حققه الجيش المصري في أكتوبر 1973 لم يكن مجرد نصر عسكري، بل كان "زلزالاً هز كيان العدو من أساسه".