محلل سياسي يكشف: موافقة حماس على خطة ترامب خطوة استراتيجية ليست تكتيكية

قال نعمان توفيق العابد، المحلل السياسي الفلسطيني والباحث في العلاقات الدولية، إن رد حركة حماس والفصائل الفلسطينية على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يكن مفاجئًا، بل جاء محسوبًا وواقعيًا.
كيف تقرأ موافقة حماس على خطة ترامب؟ هل هي موافقة تكتيكية أم استراتيجية؟
وأضاف "العابد" في تصريح خاص لموقع "نيوز رووم"، أن الفصائل وافقت على الخطة من حيث الإطار العام، لا سيما ما يتعلق بوقف الحرب، وانسحاب الاحتلال من غزة، وتبادل الأسرى، ورفض التهجير، وبدء مرحلة جديدة لما يعرف بـ "اليوم التالي".

وأوضح العابد أن موافقة الفصائل، وفي مقدمتها حماس، ليست مجرد موافقة تكتيكية، بل تحمل أبعادًا استراتيجية، خاصة أن خطة ترامب تمثل محاولة لفرض صفقة شاملة تتجاوز ملف غزة وتطال مستقبل القضية الفلسطينية ككل.
وأشار إلى أن حماس لم ترفض يومًا فكرة تبادل الأسرى، بل كانت تصر على أن تكون في إطار اتفاق متكامل يشمل وقف الحرب وضمانات دولية، وليس فقط إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين.
وحذر الدكتور نعمان العابد المحلل السياسي، من اختزال خطة ترامب في مسألة الأسرى أو الإغاثة فقط، مؤكدًا أن بنودها تتطلب إجماعًا فلسطينيًا شاملاً، يضم كل من في غزة، وفصائل منظمة التحرير، والسلطة الوطنية، برئاسة محمود عباس.
واختتم نعمان العابد حديثه قائلاً: "هذه لحظة نادرة للفلسطينيين، يمكن أن تستثمر لتوحيد الصف، وتشكيل وفد تفاوضي موحد، يطرح القضية الفلسطينية بموقف واحد أمام المجتمع الدولي، وصولاً إلى سلام عادل ينهي الحرب ويعيد الحقوق لأصحابها".
رد حماس
وفي وقت سابق، أصدرت حركة المقاومة الإسلامية حماس يوم الجمعة 3 أكتوبر 2025م، بيانًا رسميًا حول ردها على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلق بوقف الحرب على قطاع غزة.

وأكدت حركة حماس في بيانها أنها بعد مشاورات معمقة داخل مؤسساتها القيادية ومع القوى والفصائل الفلسطينية، وكذلك مع الوسطاء والأطراف الصديقة، قد سلمت ردها الرسمي، موضحة أنها تقدر الجهود العربية والإسلامية والدولية، إضافة إلى جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية إلى وقف العدوان على قطاع غزة.
موافقة حماس على خطة ترامب
وجاء في نص البيان أن "حماس" تعلن موافقتها على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال، أحياءً وجثامين، وفق صيغة التبادل الواردة في المقترح الأمريكي، مع توفير الظروف الميدانية المناسبة لتنفيذ العملية، مؤكدة استعدادها للدخول الفوري في مفاوضات عبر الوسطاء لمناقشة تفاصيلها.
كما جددت الحركة موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناءً على التوافق الوطني الفلسطيني، وبدعم عربي وإسلامي.
وشدد البيان على أن أي قضايا أخرى تتعلق بمستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب الفلسطيني الأصيلة، فهي مرتبطة بموقف وطني جامع يستند إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة، وسيتم بحثها من خلال إطار وطني فلسطيني تشارك فيه الحركة بمسؤولية كاملة.