الوضع ليس كما يبدو.. هل أعلنت حماس استسلامها بالموافقة على مقترح ترامب؟

أعلنت حماس، السبت، موافقتها على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المتعلق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتسليم كافة الرهائن، فهل بهذه الخطوة تكون انتهت الحرب؟
قال السياسي اللبناني، أحمد يونس، إن الموافقة الظاهرة لحماس على خطة وقف إطلاق النار، كما وردت في بيانها الأخير، تفتح بابًا لقراءة معقدة لمسار الحرب في غزة، لكن من المبكر للغاية القول إن الحرب انتهت فعليًا.
هل أعلنت حماس استسلامها بالموافقة على مقترح ترامب؟
أوضح يونس، في تصريحات خاصة لموقع نيوز رووم، أن موافقة حماس ليست استسلامًا بل صوغًا تكتيكيًا، حيث أن الحركة لم تفرّط في جوهر برنامجها السياسي أو موقفها من المقاومة، بل دخلت في تفاهم جزئي على نقاط يمكن أن تتحول إلى مكاسب ملموسة، مثل إطلاق الأسرى وتخفيف القصف، مع الشروط والضمانات التي تراها ضرورية. هذه المرونة التكتيكية لا تمحو الصراع الأساسي، لكنها تحوّل بعض الجبهات من ميدان المواجهة العسكرية إلى ميدان التفاوض السياسي والدبلوماسي.
وأكد يونس إن إعلان وقف إطلاق النار لا يعادل التزامًا فوريًا متبادلًا على الأرض، وهناك وسائل إعلام تنفي أن حماس قبلت بعض البنود الجوهرية التي تطالب بها إسرائيل، كإنهاء التسليح أو الانسحاب المرحلي، كما أن موافقتها مفترضة ضمن شروط ودخول الطاولة التفاوضية، مما يعطيها هامشاً للمراجعة أو التعديل في التطبيق.
علاوة على ذلك، قال السياسي اللبناني إن نجاح هذا الاتفاق يعتمد على قدرة الوسطاء والدول الضاغطة خاصة الولايات المتحدة ومصر وتركيا على الضغط على إسرائيل لرضوخ إضافي. كثير من المراقبين يشيرون إلى أن رد حماس أعاد بعض من زمام المبادرة إلى الجانب الفلسطيني، وفرض على إسرائيل أن تتخذ خطوات ملموسة لتطبيق الاتفاق، بخاصة في الخروج من بعض المناطق أو خفض القصف الموجّه.
صعوبات تنفيذ الاتفاق
أشار يونس إلى أن هناك عوامل معيقة كبيرة لتنفيذ الاتفاق، منها أن الموقف الإسرائيلي الرسمي ليس متجانسًا مع الخطة الأمريكية، ونتنياهو قد يواجه مقاومة داخلية من قوى سياسية وعسكرية ترفض أي تراجع، كذلك فيما يتعلق بالأطر التنفيذية لجهة كيف تدار غزة خلال الفترة الانتقالية ومن يتحكّم في السلاح ومن يدير الأمن، وكلها قضايا حساسة قد تشكّل ساحات صراع جديد.
أضاف السياسي اللبناني إن هذا إلى جانب الضغوط الميدانية المتواصلة سواء من العمليات العسكرية أو من المعاناة الإنسانية التي قد تفجّر أي تفاهم إذا شعر أحد الأطراف بأنه يخسر وتيرته أو ورقته في الميدان.
هل انتهت الحرب بقبول حماس لمقترح ترامب؟
أكد يونس أن مزاعم أن الحرب انتهت هو مبالغة في الظرف الراهن، لكنها في طريق التحول، وما نراه الآن هو لحظة انتقالية، قد تقود إلى خريطة جديدة للقوة في غزة وفلسطين، لذا فإن متابعة هذا التفاهم بشروط صارمة وتطبيق دقيق وليس وفقا لأي انقضاض أو خرق من طرف إسرائيلي أو من طرف حماس قد يؤدي إلى هدنة دائمة ينتج عنها في مراحل لاحقة سيناريوهات تفاهمية متقدمة جديدة