عاجل

بوتين: أي خطة سلام بشأن غزة يجب بدعم من حماس والسلطة الفلسطينية

بوتين
بوتين

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن روسيا مستعدة لدعم مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، في خطوة اعتبرها البعض مفاجئة في ظل التوترات المستمرة بين موسكو وواشنطن.

وقال بوتين خلال كلمته في الاجتماع السنوي لنادي فالداي الدولي للحوار:"قد تستغربون، لكن عمومًا، روسيا مستعدة لدعم مقترحات الرئيس ترامب بشأن غزة، إذا نظرنا عن قرب إلى البنود المطروحة، وإذا كانت ستقود إلى تحقيق الهدف الذي نادينا به طويلاً، وهو حل الدولتين: إسرائيل وفلسطين".

وأضاف بوتين أن روسيا على اتصال مباشر مع حركة حماس، معتبرًا أنه من الضروري أن تحظى أي خطة سلام بدعم من حركة حماس والسلطة الفلسطينية معًا.

وزير الخارجية: مشاورات مع قطر وتركيا لإقناع حماس

في السياق ذاته، قال وزير الخارجية المصري والهجرة، الدكتور بدر عبد العاطي، إن القاهرة تجري مشاورات مكثفة مع قطر وتركيا لإقناع حركة حماس بقبول خطة السلام الأمريكية، التي أعلنها ترامب مؤخرًا لإنهاء الحرب في غزة.

وخلال ندوة بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، أوضح عبد العاطي:"نجتمع معهم ونتحدث إلى حماس، ونتنسيق مع الأشقاء في قطر، والزملاء في تركيا، لإقناع الحركة بالرد إيجابًا على هذه الخطة".

وأكد أن مصر تتعامل مع الموقف بحذر بالغ، وتحرص على فهم موقف حماس بدقة، في ظل تعقيدات الملف الأمني والإداري في غزة بعد الحرب، مضيفًا أن تنفيذ الخطة لا يزال ممكنًا إذا توفرت الإرادة السياسية لدى الأطراف المعنية، مؤكدًا التزام مصر بدورها كـ"وسيط نزيه وفاعل" لتحقيق الاستقرار في القطاع.

خطة ترامب: نزع سلاح حماس واستبعادها من الحكم

وكان ترامب قد كشف، الإثنين الماضي، عن خطة سلام من 20 بندًا تتضمن وقف فوري لإطلاق النار، وتأسيس مرحلة انتقالية تشرف عليها لجنة برئاسته، إلى جانب نزع سلاح حماس بالكامل، وإقصائها من أي دور مستقبلي في حكم غزة.

كما تنص الخطة على إطلاق سراح جميع الرهائن خلال أول 72 ساعة من بدء الهدنة، ونشر قوة دولية مؤقتة للإشراف على تطبيق الاتفاق، إلى جانب إقامة منطقة أمنية عازلة على حدود غزة مع كل من إسرائيل ومصر.

الجناح العسكري لحماس يرفض الخطة: "محاولة لتصفيتنا"

من جهة أخرى، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عن مصادر مطلعة أن رئيس الجناح العسكري لحماس في غزة، عز الدين الحداد، أعرب عن رفضه القاطع للخطة الأمريكية، معتبرًا إياها محاولة مكشوفة لتصفية الحركة سياسيًا وعسكريًا، سواء وافقت عليها أو رفضتها.

وشدد الحداد على التمسك بخيار المقاومة المسلحة، رافضًا شروط نزع السلاح واستبعاد الحركة من الحكم، التي اعتبرها تقويضًا لجوهر المشروع السياسي والميداني لحماس.

في المقابل، أشارت مصادر إلى أن بعض قيادات حماس السياسية المقيمة في قطر أبدت استعدادًا مبدئيًا لمناقشة الخطة، مع المطالبة بتعديلات جوهرية، غير أن محدودية سيطرة هذه القيادات على ملف الرهائن داخل غزة تعيق قدرتهم على الالتزام ببنود حساسة، وعلى رأسها بند الإفراج عن الرهائن خلال المهلة الزمنية القصيرة.

وتشير التقديرات إلى وجود 48 رهينة في القطاع، بينهم نحو 20 فقط يُعتقد أنهم ما زالوا أحياء، ما يجعل من بند الإفراج المبكر عنهم تنازلًا استراتيجيًا باهظ الكلفة بالنسبة لحماس.

رفض للتواجد الدولي والمنطقة العازلة

كما عبّر الحداد، بحسب المصادر، عن رفضه لبنود تتعلق بـنشر قوة استقرار دولية مؤقتة في غزة، معتبرا إياها شكلًا جديدًا من السيطرة الخارجية، سواء تحت غطاء إنساني أو أمني.

وواجه بند إنشاء منطقة أمنية عازلة على الحدود مع مصر وإسرائيل اعتراضًا مماثلًا من جانب حماس، خصوصًا في ظل احتمال إشراف إسرائيل على هذه المنطقة، ما اعتبرته الحركة تمهيدًا لفرض واقع احتلالي جديد.

تم نسخ الرابط