أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة يستعرض أصعب وأخطر المواقف التي حدثت أثناء العبور

قال اللواء حمدي بخيت، أحد أبطال حرب أكتوبر، وأحد المشاركين في السرية الاستطلاعية بالفرقة الرابعة، إن الحرب شهدت مواقف صعبة للغاية، مضيفا: "لدرجة شعرت معها وكأن القلب يتوقف والبدن يشل، لكن هذه المشاعر لم تكن سببا في فشل المهمة أو شل الجيش".
القوات لا تنهار أمام التعقيدات مهما بلغت
وأوضح خلال مشاركته عبر برنامج حوارات، والمذاع عبر قناة الحدث اليوم، أن «الخبرة والمهارة قتلتا أثر الارتباك؛ فحين تستيقظ مجموعات خلف الخطوط فجأة لتجد نفسها وسط مدرعات معادية فإن التدريب وانضباط المقاتل يوجدان دائماً سبيلاً للتغلب على تعقيد الموقف».
وأشار إلى أن القوات لا تنهار أمام التعقيدات مهما بلغت؛ فالمواقف قد تكون مربكة وحرجة، لكن إرادة الجندي وعقيدته القتالية تتغلبان على كل ذلك، منوها بأن طبيعة عمل الاستطلاع تختلف عن الوحدات الأخرى.
وتابع: «نحن لا نقاتل جنباً إلى جنب كما قد يظن البعض؛ قائد مجموعة الاستطلاع ينسحب ويعمل منفرداً أحياناً، والعلاقة بين الأفراد قبل الحرب تكون قوية لأنهم يمرّون بتدريبات وخبرات مشتركة طويلة».
وأكد أن الروح القتالية لدى المقاتل كانت عالية، وأن الهدف لدى الجميع كان استعادة كرامة الوطن والكرامة العربية، وهو ما منحهم قدرة على مواجهة الخوف والارتباك، مضيفا:"تعلمت هذه القيم من قيادتي؛ فقد علّمنا القائد أن نعمل دائماً من أجل هذين الهدفين، وهما من شكّلوا التركيبة النفسية والبدنية والعقيدية التي تنفي الخوف.
وتابع قائلاً إن الرئيس الراحل أنور السادات كان بنفسه قد استشهد بقول مأثور عن الشجاعة: «لو أن الخوف رجلاً لقتلته»، مؤكداً أن شجاعة القيادة العليا انعكست على كافة المستويات داخل القوات.
وأضاف:«الناس كانت بتعيش حياتها الطبيعية ولم تكن تتوقع توقيت الحرب»، وتابع أن التخطيط المحكم أبدع «خدعة استراتيجية» جعلت حتى بعض عناصر الداخل غير مستشعرين بما هو مُعد.
وأشار بخيت إلى أن السرية التي كان جزءًا منها لم تُخَطط لتصوير المعركة، لكنها كانت العنصر الأثمن في تحقيق المفاجأة التي أربكت العدو لمدة 48 ساعة، ما مكن قواتنا من عبور خط بارليف، وتدمير النقاط القوية واقتحام قناة السويس، موضحا أن السرية كانت مجهزة بأدوات محدودة تعود إلى الحرب العالمية الثانية، لكنه وصف الروح القتالية والعزيمة بأنها التي حققت الإعجاز.
لحظة الحسم داخل السرية
ونوه إلى لحظة الحسم داخل السرية حين دخل قائد اللواء إلى المجمع وطلب خرطوم الماء قائلاً بصوت مرتجف العبارة التي صارت علامة: «اللهم بحمدك صمنا وعلى جهادك أفطرنا»، مؤكداً أن هذه اللحظة كانت دلالة على بدء الاستعداد والتوجه نحو مواقع الانطلاق.