الـ"ميكينو" تكسر الحصار.. أول سفينة دولية تصل مياه غزة منذ سنوات

اخترقت سفينة "ميكينو"، إحدى سفن أسطول الصمود العالمي، فجر اليوم الخميس، الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، ونجحت في الوصول إلى المياه الإقليمية الفلسطينية، رغم محاولات متعددة لاعتراضها، في إنجاز وصف بـ"التاريخي وغير المسبوق".
في تحدٍ نادر.. سفينة "ميكينو" تخترق الحصار الإسرائيلي وتصل غزة
وأكد المنظمون أن السفينة تجاوزت أكثر من 20 محاولة اعتراض إسرائيلية قبل أن ترسو على مسافة 9 أميال بحرية من شواطئ غزة، وفقًا للبيانات الملاحية التي تم تداولها.

السفينة "ميكينو"
وقال يوسف عجيسة، نائب رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار، إن السفينة "ميكينو" تمثل بارقة أمل في معركة إنسانية طويلة، مشيرًا إلى أن "مجرد وصولها يعد إنجازًا تاريخيًا ورسالة قوية للعالم".
وأوضح عجيسة أن القوات الإسرائيلية سيطرت على 20 من أصل 45 سفينة ضمن الأسطول، من بينها السفن الكبيرة والقيادية، بهدف تفكيك تحرك الأسطول. لكن رغم ذلك، لا تزال السفن الصغيرة تواصل الإبحار باتجاه غزة.
وأشار إلى أن اللجنة على تواصل مع محامين فلسطينيين لبدء إجراءات الإفراج عن النشطاء الذين تم اعتقالهم، دون التوقيع على أي وثائق تفرض شروطًا أو قيودًا عليهم.
القوات البحرية الإسرائيلية تعترض سفن أسطول الصمود
وكانت البحرية الإسرائيلية قد اعترضت الأسطول مساء الأربعاء، في المياه الدولية، وأمرت السفن بالتوجه إلى ميناء أسدود، وقامت باحتجاز 13 سفينة واعتقال عشرات المشاركين، من بينهم 25 ناشطًا تركيًا، بحسب الهيئة التركية المشاركة.
الحكومة الإسبانية تدين الهجوم الإسرائيلي على سفن أسطول الصمود
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن النشطاء سيتم ترحيلهم إلى دولهم قريبًا، فيما أدانت نائبة رئيس الحكومة الإسبانية الهجوم الإسرائيلي، واصفة إياه بـ"الجريمة ضد القانون الدولي".

الجدير بالذكر، أن "أسطول الصمود" انطلق من إسبانيا نهاية أغسطس الماضي، ويحمل مساعدات إنسانية ومئات النشطاء من أكثر من 40 دولة، بهدف كسر الحصار البحري عن قطاع غزة وتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك.
هجمات سابقة
أثار أسطول الصمود توترات في الأيام الأخيرة منذ تعرضه لهجوم بطائرات مسيرة إسرائيلية، التي ألقت قنابل صوتية ومسحوقًا حارقًا على السفن، مما تسبب في أضرار دون وقوع إصابات.
ولم تعلق إسرائيل على هذا الهجوم، لكنها قالت إنها ستستخدم أي وسيلة لمنع السفن من الوصول إلى غزة، معتبرةً أن حصارها البحري قانوني في ظل مواجهتها لمسلحي حماس في القطاع الساحلي.
وكانت كل من إيطاليا وإسبانيا قد أرسلتا سفينتين لمرافقة الأسطول، بعد هجمات سابقة تعرضت لها سفنه قرب سواحل اليونان باستخدام طائرات مسيّرة ألقت قنابل صوتية ومواد كيماوية مثيرة للحكة.
ويواجه الأسطول الذي يضم نشطاء حقوقيين وأطباء وصحفيين من مختلف الجنسيات، مصيرًا غامضًا في المياه المفتوحة، في وقتٍ تلوذ فيه إسرائيل بالصمت حيال نواياها تجاهه، ورغم المطالبات الدولية بتوفير الحماية له، يخشى المتابعون تكرار سيناريوهات دموية كما حدث مع "أسطول الحرية" عام 2010.