في ذكرى ميلاد ماجدة الخطيب.. أيقونة التمرد الفني التي لم تُطفئها العواصف

في مثل هذا اليوم، الثاني من أكتوبر عام 1943، وُلدت الفنانة ماجدة الخطيب، لتبدأ مسيرة فنية استثنائية جعلتها واحدة من أكثر النجمات حضورًا وإثارة للجدل في تاريخ السينما المصرية، لم تكن مجرد ممثلة تؤدي أدوارًا على الشاشة، بل حالة فنية وإنسانية متفردة جمعت بين الموهبة الطاغية والجرأة في الاختيارات، وبين النجاح المدوي والسقوط القاسي.
البدايات.. خطوات صغيرة نحو الكاميرا
دخلت ماجدة الخطيب عالم الفن مطلع الستينيات بأدوار بسيطة في أفلام مثل حب ودلع ولحن السعادة، غير أن حضورها بدأ يترسخ مع مشاركتها في أعمال بارزة خلال فترة الستينيات، من بينها نص ساعة جواز أمام شادية ورشدي أباظة وعادل إمام، لتصبح وجهًا مألوفًا في السينما المصرية.
الانطلاقة الكبرى مع “دلال المصرية”
شكّل عام 1970 منعطفًا مهمًا في حياتها الفنية، حين منحها المخرج حسن الإمام البطولة المطلقة في فيلم دلال المصرية. هذا الفيلم فتح أمامها أبواب النجومية، لتقدم بعده سلسلة من البطولات في أعمال مثل شيء في صدري، شقة مفروشة، ولعبة كل يوم.
بين التمثيل والإنتاج
لم تكتفِ ماجدة الخطيب بالتمثيل فقط، بل اقتحمت مجال الإنتاج السينمائي وقدمت أعمالًا جريئة أثارت النقاش مثل امتثال وزائر الفجر، إلى جانب أعمال رومانسية مثل في الصيف لازم نحب مع صلاح ذو الفقار. اختياراتها أثبتت أنها لم تكن فنانة تقبل الأدوار فحسب، بل صاحبة رؤية وقرارات فنية مؤثرة.
بصمة في الدراما التلفزيونية
تركت ماجدة الخطيب بصمة واضحة على الشاشة الصغيرة بمسلسلات لاقت نجاحًا كبيرًا مثل زيزينيا، حد السكين، وامرأة من الصعيد الجواني، وكان آخر أعمالها الدرامية لا أحد ينام في الإسكندرية عام 2006، قبل رحيلها المفاجئ في ديسمبر من نفس العام.
الجانب المظلم.. السجن والجدل
لم تخلُ حياة ماجدة الخطيب من الأزمات، في مطلع الثمانينيات واجهت محنة صعبة بعد اتهامها في قضية قتل خطأ أثناء قيادتها للسيارة، وقضت عامًا في السجن، ما أدى إلى عزوف المنتجين عنها لفترة.
وفي منتصف الثمانينيات، عادت الأزمات حين أُلقي القبض عليها بتهمة تعاطي المخدرات عام 1986، وصدر ضدها حكم بالحبس من عامين إلى ثلاثة أعوام عام 1987م، ورغم إنكارها للتهمة وتبريرها أن المواد المخدرة كانت تُستخدم لمساعدتها في التمثيل، فإن هذه القضية ألقت بظلالها على صورتها الفنية.
وقد كشفت آمال بهنسي، رئيس الجهاز الاجتماعي بسجن النساء آنذاك، عن معاناة الخطيب داخل السجن، حيث قضت وقتها في أعمال شاقة مثل تقشير عشرات الأجولة من البصل، وكانت كثيرة البكاء.
التقدير والجوائز
رغم كل العثرات، حصلت ماجدة الخطيب على عدة جوائز تقديرية، منها جائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ في مهرجان القاهرة السينمائي عن فيلم تفاحة، إلى جانب جائزة من المهرجان القومي للمسرح المصري عام 2006 عن مسرحية أكرهك.
رحيل مفاجئ وإرث خالد
في ديسمبر 2006، غابت ماجدة الخطيب عن الحياة، تاركة خلفها أكثر من 55 فيلمًا وعددًا كبيرًا من الأعمال التلفزيونية والمسرحية، ورغم تقلبات حياتها الشخصية، ظل اسمها حاضرًا كرمز للفنانة الجريئة التي لم تخشَ التجديد، ودافعت عن موهبتها حتى النهاية.