ما حكم صلاة المرأة كاشفة شعرها؟.. دار الإفتاء توضح

في مشهدٍ يتكرر داخل بيوت كثيرة، قد تُقبِل بعض النساء على الصلاة دون غطاء للرأس، ظنًا أنهن ما دمن في خلوة فلا حرج عليهن.
ما حكم صلاة المرأة كاشفة شعرها؟
على المرأة أن تُغطي شعر رأسها عند أداء الصلاة، سواء كانت في مكان يراها فيه الناس أو في خلوة، فإن صلَّت كاشفةً لشعرها وجب عليها إعادة الصلاة ما دام وقت الفريضة قائمًا، أما إذا انتهى وقتها فلا تلزمها الإعادة، وذلك وفقًا لما قرره المالكية.
الصلاة في الإسلام
الصلاة عماد الدين وأعظم أركانه بعد الشهادتين، وقد فرضها الله تعالى على عباده في أوقات محددة، كما قال سبحانه: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]. وبيَّن الإمام الرازي في مفاتيح الغيب أن معنى الآية أن الصلاة فرض مكتوب على المؤمنين في أوقات مضبوطة لا يجوز إخراجها عنها.
وجاء في السنة ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «بُنِي الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ». وعلّق ابن رجب في فتح الباري بأن الإسلام قائم على هذه الدعائم الخمس كما يقوم البناء على أعمدته، فلا يثبت إلا بها.
وقد انعقد إجماع الأمة من عصر النبوة إلى يومنا هذا على وجوب الصلاة وفرضيتها دون خلاف معتبر.
ستر العورة في الصلاة
واتفق الفقهاء على أن ستر العورة شرط من شروط صحة الصلاة عند القدرة، مستدلين بقول الله تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ [الأعراف: 31]. وفسر الزجاج الآية بأنها أمرٌ بالتزين والتستر عند أداء الصلاة.
اشتراط ستر العورة للرجال والنساء
ولا فرق بين الصلاة في جماعة أو في خلوة، فالأحكام عامة، والنصوص وردت مطلقة في وجوب الستر؛ إذ إن الله تعالى أحق أن يُستحيا منه. وقد صرّح أئمة المذاهب الأربعة بهذا الحكم، فستر العورة مطلوب في كل حال.
كشف المرأة لشعرها في الصلاة
أجمع الفقهاء على أن شعر المرأة من العورة التي يجب سترها في الصلاة كما يجب ستره عن الأجانب خارجها. فالحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة نصوا على أن شعر الرأس وما جاوز الأذن من العورة التي لا تصح الصلاة بكشفها.
• قال الحنفية: إن الحرة كلها عورة حتى شعرها وظفرها، إلا الوجه والكفين.
• وذهب المالكية إلى أن بدن المرأة كله عورة أمام الأجنبي عدا الوجه والكفين، ويجب ستره في الصلاة.
• وقال الشافعية: عورتها جميع بدنها إلا الوجه والكفين، والقدمان فيهما خلاف، والأصح أنهما عورة.
• وقرر الحنابلة أن المرأة كلها عورة إلا وجهها، وشعرها داخل في ذلك بلا خلاف معتبر.
حكم الصلاة مع كشف الشعر
اتفق جمهور الفقهاء (الحنفية والشافعية والحنابلة) على أن صلاة المرأة كاشفة لشعرها باطلة، وتجب إعادتها سواء في الوقت أو بعد خروجه، ما دامت قادرة على ستره.
أما المالكية فقد فرّقوا: فإن صلت كاشفة لشعرها أعادت ما دام وقت الصلاة باقيًا، أما إذا خرج الوقت فلا إعادة عليها، لأن الشعر عندهم من العورة المخففة.
وعليه: يجب على المرأة أن تغطي شعرها في الصلاة مطلقًا، سواء صلت بين الناس أو في بيتها منفردة، إذ ستر العورة شرط لصحة الصلاة، والله تعالى أحق أن يُستحيا منه