ما حكم دفن الموتى ليلا؟.. دار الإفتاء المصرية تجيب

أكدت دار الإفتاء المصرية أن دفن الموتى ليلًا جائز شرعًا، ولا حرج فيه، مستندةً إلى ما ورد في السنة النبوية من أحاديث وآثار، ومشيرةً إلى أن بعض العلماء نقلوا الإجماع على ذلك.
وأوضحت دار الإفتاء في فتوى صادرة برقم (5916) بتاريخ 14 نوفمبر 2021، أن النهي الوارد في بعض الأحاديث عن الدفن ليلًا ليس على سبيل التحريم أو الكراهة لذاته، وإنما يُقصد به حالة الخوف من التقصير في حق الميت؛ مثل ترك الصلاة عليه أو عدم إحسان تكفينه.
الإسراع بالدفن
وشددت الفتوى على أن دفن الميت فرض كفاية على المسلمين، لا يجوز تركه عند القدرة، مشيرةً إلى أن الشريعة الإسلامية حثت على التعجيل بالجنازة، استنادًا لحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أسرعوا بالجنازة؛ فإن تكُ صالحة فخير تقدّمونها إليه، وإن تكُ سوى ذلك فشرّ تضعونه عن رقابكم» (متفق عليه).
مشروعية الدفن ليلًا
وأكدت دار الإفتاء أن التعجيل بالدفن بعد التحقق من الوفاة مشروع في أي وقت؛ ليلًا أو نهارًا، مستشهدةً بما رواه الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «كبِّروا على موتاكم بالليل والنهار أربع تكبيرات».
كما نقلت الفتوى عن الإمام الشافعي قوله: "يُصلَّى على الجنائز في أي ساعة شاء من ليل أو نهار، وكذلك يدفن في أي ساعة شاء".
سنة فعلية وتقريرية
وأشارت الفتوى إلى أن الدفن ليلًا قد وقع بالفعل في زمن الصحابة، حيث دُفن أبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وفاطمة الزهراء رضي الله عنهم أجمعين ليلًا، كما صلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم على بعض الموتى الذين دُفنوا في الليل.
خلصت دار الإفتاء إلى أن الدفن ليلًا جائز ولا كراهة فيه إذا أُدّيت حقوق الميت كاملة، في حين يبقى النهار أفضل إذا توافرت فيه المصلحة بكثرة المصلين والمشيعين والداعين للميت.
ماذا يقال عند دفن الميت؟
وعند دفن الميت في الإسلام، هناك بعض الأذكار والأدعية المأثورة التي يُستحب قولها، اتباعًا لسنة النبي ﷺ، في كل مرحلة من مراحل الدفن وهي:-
- عند إنزال الميت في القبر: يُستحب أن يقول من يضع الميت في القبر: “بِسْمِ اللهِ وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ”
وفي رواية أخرى: “بِسْمِ اللهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ”.
- بعد تسوية القبر: بعد دفن الميت وتسوية القبر، يُستحب الوقوف عند القبر والدعاء له بالثبات، اقتداءً بقول النبي ﷺ: “اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ، وَاسْأَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ، فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ”.
- الدعاء للميت: يمكن الدعاء بأدعية متنوعة، ومن أفضلها:
“اللهم أغفر له، وارحمه، وعافه، واعفُ عنه، وأكرم نُزُله، ووسّع مُدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقِّه من الخطايا كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدَّنس، اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وزوجًا خيرًا من زوجه، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار”.
(رواه مسلم).
أو تقول: “اللهم اجعل قبره روضةً من رياض الجنة، ولا تجعله حفرةً من حفر النار، اللهم أفسح له في قبره، ونوِّر له فيه”.
- تلقين الميت بعد الدفن (عند بعض العلماء): ذهب بعض العلماء إلى استحباب تلقين الميت بعد الدفن، بأن يُقال: “يا فلان بن فلانة، أُذكر ما خرجت عليه من الدنيا: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وأنك رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ نبيًا”.
مع أن التلقين بعد الدفن مسألة خلافية، إلا أن الثابت هو الدعاء للميت بالثبات والرحمة.
- الدعاء لأهل الميت: كما يُستحب تعزية أهل الميت والدعاء لهم بالصبر والسلوان، مثل: “إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، أحسن الله عزاءكم، وغفر لميتكم، وجبر مصابكم”.
أو تقول: “اللهم اجبر مصيبتهم، واخلف لهم خيرًا منها”.