عاجل

هل يجوز للنساء الإنشاد الديني في حفل مختلط؟.. أمينة الفتوى تجيب

دار الإفتاء
دار الإفتاء

أجابت هند حمام، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال ورد من شيماء غنام من محافظة البحيرة، تقول فيه: "ما حكم الإنشاد الديني للنساء في حفل مختلط؟".

صوت المرأة ليس عورة

أوضحت  هند حمام، ببرنامج "حواء"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن صوت المرأة ليس عورة كما يعتقد البعض، وبالتالي فإن الإنشاد أو قراءة القرآن أمام جمع مختلط – سواء بحضور مباشر أو عبر البث المباشر – أمر جائز شرعاً.

جواز مع الكراهة

وأضافت أمينة المرأة  أن الجواز في هذه الحالة يكون مع الكراهة، مشيرة إلى أن أمور النساء في الشرع مبنية على الستر والحياء، ولهذا يُستحب تقليل الظهور في المحافل العامة قدر الإمكان، لكن الكراهة هنا لا تعني التحريم، بل تظل المسألة ضمن دائرة الجواز.

وبيّنت أمينة الفتوى  أن هناك فرقاً بين البث المباشر والتسجيلات الصوتية أو المرئية، موضحة أن التسجيلات تعتبر محاكاة للصوت ولا تُعد من باب الحضور الفعلي، وبالتالي لا تَدخل في حكم الكراهة.

وأكدت حمام أن الحكم الشرعي هنا يراعي طبيعة الحدث وآداب الظهور، داعية إلى مراعاة القيم الأخلاقية والالتزام بآداب الشريعة عند إقامة مثل هذه الفعاليات.

الإفتاء توضح حكم نشر الأخبار الكاذبة والتشهير بالناس

أكدت دار الإفتاء المصرية أنَّ نشر الأخبار الكاذبة والتعمد في التشهير بالناس أو نشر الإشاعات بغير وجه حق يُعد من الكبائر التي نهى عنها الشرع الشريف، وتوعد فاعلها بالعقاب الأليم في الدنيا والآخرة، لما تسببه من تفكك في المجتمع، وقطع للأرحام، وتهديد للسلام الاجتماعي، وانتهاك لحرمات الناس.

واستشهدت الدار في بيان لها بقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: 19].

حكم نشر الأخبار الكاذبة

وأوضحت الدار أن هذه الآية نزلت في شأن حادثة الإفك التي قذف فيها المنافقون السيدة عائشة رضي الله عنها زورًا وبهتانًا، مشيرة إلى أن الوعيد المذكور في الآية عامٌّ يشمل كل من يسعى في نشر الكذب، أو إلحاق الأذى بالناس عبر الترويج للشائعات أو الطعن في الأعراض.

وشددت دار الإفتاء على أن الكذب محرَّم في الشريعة الإسلامية تحريمًا قطعيًّا، سواء في الأمور الدنيوية أو الدينية، مشيرة إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيّن خطورة الكذب في أكثر من موضع، منها قوله: «إِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِندَ اللهِ كَذَّابًا» [رواه البخاري ومسلم].

وأضافت الدار أن الخوض في أعراض الناس أو نقل أخبارهم دون تثبّت أو تحقق – فضلًا عن التزوير والافتراء – من علامات النفاق، كما ورد في الحديث الشريف:  «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ...» [رواه البخاري ومسلم].

كما استشهدت بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ»؛ أي: التحدث بلا تثبُّت، ونقل الأخبار دون تحقق.

وأشارت دار الإفتاء إلى أن الإسلام رفع من شأن الكلمة، وجعل الإنسان مسؤولًا عنها أمام الله تعالى، لقوله سبحانه: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: 18].

واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن الوسائل الإعلامية الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي ليست مبررًا لتجاوز حدود الشرع أو الأخلاق، محذرة من خطورة استخدام هذه الوسائل لترويج الأكاذيب، أو التشهير بالأفراد والمؤسسات، مشيرة إلى أن ذلك من الإفساد في الأرض الذي يستوجب التوبة والاستغفار، وردّ الحقوق لأهلها.

تم نسخ الرابط