عاجل

إعلام عبري عن قيادات عسكرية أمريكية: اجتماع هيجسيث قد يحمل مفاجآت

هيجسيث وزير الدفاع
هيجسيث وزير الدفاع الأمريكي

أثارت أوامر وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث بعقد اجتماع عاجل ومغلق يضم مئات كبار ضباط الجيش، من رتبة جنرال وأميرال فما فوق، في قاعدة مشاة البحرية في كوانتيكو بولاية فرجينيا، يوم الثلاثاء المقبل قلقًا كبيرًا داخل المنظومة العسكرية. 

وبحسب ما كشفت عنه صحيفة "واشنطن بوست"، فإن الاجتماع يشمل ضباطًا قادمين من قواعد عسكرية أمريكية حول العالم، في تحرك وصف بأنه "استثنائي وغير مألوف".

وقد أثار هذا القرار المفاجئ حالة من عدم اليقين داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية، خاصةً وأنه يأتي في ظل تغييرات جذرية شهدتها القوات المسلحة مؤخرًا، بقيادة هيجسيث، شملت تسريحات واسعة النطاق، وتغييرات في الهيكلية القيادية، وإقالة عدد من كبار المسؤولين العسكريين.

تحرك غير مسبوق في توقيت حساس

وأفادت مصادر أمنية أن الضباط تلقوا تعليمات بإجراء تعديلات فورية في جداول أعمالهم، والحضور إلى فرجينيا، حتى وإن كانوا متمركزين في مناطق زمنية بعيدة. 

وتشير التقديرات إلى أن استدعاء هذا العدد الكبير من القادة العسكريين، في وقت واحد، ومن أماكن مختلفة حول العالم، هو حدث نادر الحدوث في تاريخ البنتاجون.

وفي هذا السياق، أعرب مسؤولون عن خشيتهم من أن يشكل هذا التجمع المكثف ثغرة أمنية محتملة، ليس فقط بسبب وجود القيادات العسكرية العليا في موقع واحد، بل أيضًا نتيجة لبُعدهم المؤقت عن ساحات العمليات ومرؤوسيهم. 

فيمتا قال أحد المصادر الأمنية: "مثل هذا القرار قد يُفهم على أنه ضعف في بنية القيادة، ولو كنت في مكان الصين، كنت سأفكر بكيفية استغلال هذه اللحظة".

هيجسيث يواصل تفكيك المنظومة

وزير الدفاع بيت غاسيث، المعلّق السابق في "فوكس نيوز"، وواحد من أكثر الوزراء إثارة للجدل في إدارة الرئيس دونالد ترامب، يواصل تنفيذ سياسات غير تقليدية ضمن مسعاه لإعادة تشكيل الجيش الأمريكي وفق رؤية "المحارب القتالي"، ومن بين خطواته المثيرة للجدل:

-إلغاء برامج "التنوع والشمول" التي تهدف إلى دعم الأقليات داخل المؤسسة العسكرية، والتي وصفها غاسيث بأنها "تمييزية".

-إقالة شخصيات عسكرية بارزة، مثل الأدميرال ليزا فرانشيتي، أول امرأة تتولى قيادة البحرية الأمريكية، والجنرال جيف سليب، ثاني أعلى مسؤول في سلاح الجو، وجيفري كروس، رئيس وكالة استخبارات الدفاع، الذي اختلف تقييمه لنتائج الضربة على المنشآت النووية الإيرانية مع رغبات البيت الأبيض.

كما وقع الرئيس ترامب في وقت سابق من هذا الشهر أمرًا تنفيذيًا يقضي بإعادة تسمية وزارة الدفاع إلى "وزارة الحرب"، في خطوة رمزية تهدف إلى "إعادة روح الانتصار والحسم إلى الولايات المتحدة"، بحسب تعبير غاسيث.

الاجتماع قد يشمل مفاجآت

فيما صرح مصدر دفاعي أمريكي لصحيفة "ديلي ميل" بأن الاجتماع قد يتطرق إلى قضايا استراتيجية حساسة، تشمل إعادة هيكلة القيادات العسكرية، واستراتيجية الأمن القومي للإدارة الجديدة، مرجّحًا أن يحمل اللقاء "مفاجآت غير متوقعة".

وأضاف المصدر: "تم اختيار الحضور بعناية، ولكن هناك درجة عالية من السرية… الغموض مقصود، وهو جزء من الهدف".

من جانبها، قللت البيت الأبيض من أهمية الحدث، حيث صرح مسؤولون أن الاجتماع ليس أكثر من "جلسة تقييم استراتيجي". وعندما سُئل الرئيس السابق ترامب عن الاجتماع، ردّ قائلًا: "سأذهب إذا أرادوا، لكن لماذا كل هذا الاهتمام؟"، فيما وصف نائبه جيه دي فانس التغطية الإعلامية بأنها "مبالغ فيها".

نقد داخلي وتحذيرات من "أسلوب الملوك"

شبه مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية تصرف هيجسيث بأسلوب "الملوك"، وقال لصحيفة "ديلي ميل": "إنه يمارس لعبة نفسية ويريد إثبات من هو الزعيم الحقيقي، وهنا لا توجد قضية عاجلة، فقط مراجعة عامة وتوجيه سياسي، لكن الطريقة مبالغ فيها وخاطئة من حيث التخطيط والرمزية".

وتابع المصدر قائلاً: "ما يحدث يعكس عدم فهم حقيقي لطبيعة عمل المؤسسة العسكرية، التي تقوم على تسلسل قيادي محكم. لا يمكنك ببساطة أن تجمع الجميع في مكان واحد بهذا الشكل".

استعدادات أمنية… وتخوفات دولية

على الجانب الآخر، قالت مصادر مقربة من هيئة الأركان العامة إن البنتاغون اتخذ إجراءات احترازية لضمان عدم تأثر العمليات العسكرية الجارية، مؤكدين أن "الاجتماع مخطط بعناية، والمشاركون تم اختيارهم بعناية فائقة، لكن لا أحد يُفصح عن تفاصيله".

كما كشفت "ديلي ميل" أن السرية تامة لدرجة أن بعض المطلعين لا يعرفون حتى جدول الأعمال الكامل، وهو ما يفتح الباب أمام التكهنات بأن تكون هناك خطوات أو قرارات مفصلية قيد الإعداد.

تم نسخ الرابط