عاجل

التوية الصادقة.. ما حكم اليمين الغموس وكفارتها؟ دار الإفتاء توضح

دار الإفتاء
دار الإفتاء

أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانًا توضيحيًا حول حكم اليمين الغموس، حيث أوضحت أن الحلف بالله كذبًا، وهو ما يُعرف باليمين الغموس، حرام شرعًا ويعد من الكبائر باتفاق جمهور العلماء، وحذرت من خطورة هذا الذنب العظيم.

ما حكم اليمين الغموس وكفارتها؟

وقالت دار الإفتاء إن اليمين الغموس تُسمى بهذا الاسم لأنها تغمس صاحبها في الإثم والنار، فقد حلف الإنسان بالله على أمر يعلم أنه غير صحيح بهدف رفع الحرج أو تحقيق منفعة غير مشروعة، وهو ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس» (رواه البخاري).

وذكرت الهيئة أن العلماء اختلفوا في حكم الكفارة على اليمين الغموس؛ فقد ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أن هذه اليمين لا تجب لها كفارة، لأن ذنبها عظيم جدًا ولا تناسبه الكفارة التي تُخصص للذنوب التي يمكن تكفيرها بعبادات محددة، كما أن الكفارة تفترض وجود شيء يمكن تعويضه أو التكفير عنه، وهذا لا ينطبق على الكبائر المحرمة من هذا النوع.

بينما يرى مذهب الشافعية والظاهرية أن الكفارة واجبة في حالة اليمين الغموس، مستدلين بعموم قوله تعالى: ﴿فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ...﴾ [المائدة: 89]، حيث يأمر الله تعالى بالمغفرة بالتكفير حتى عن اليمين الكاذبة، معتبرين أن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.

وأوضحت دار الإفتاء أن الأحوط في هذا الأمر هو الأخذ برأي وجوب الكفارة، أي إطعام عشرة مساكين من أوسط ما يطعم الإنسان أهله، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، وإن تعذر ذلك يصوم ثلاثة أيام، مع التوبة النصوح والندم الصادق وطلب المغفرة من الله تعالى، الذي يقول في كتابه العزيز: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25].

وأكدت الدار أن التوبة النصوحة هي السبيل الأساسي لقبول الذنب وغفرانه، وأن مجرد الكفارة بدون توبة صادقة لا تكفي، فلا بد من الندم والابتعاد عن الذنب في المستقبل.

ودعت دار الإفتاء الجميع إلى التحلي بالصدق وعدم الحلف على الباطل، والالتزام بأوامر الله سبحانه وتعالى، لأن اليمين الغموس من الكبائر التي يجب الحذر منها والابتعاد عنها تمامًا.

تم نسخ الرابط