هل تستنسخ إسرائيل تجربة اغتيال حسن نصر الله مع الحوثيين في اليمن؟

وجدت إسرائيل نفسها أمام واقع أمني واستخباراتي جديد أمام التصاعد المستمر في التهديدات القادمة من جماعة الحوثيين، لتسعى إلى إعادة توزيع مواردها العسكرية والاستخباراتية على جبهات متعددة، مع تركيز متزايد على جبهة الجنوب، حيث يتعاظم الخطر القادم من اليمن.
وفي إطار ما تصفه مصادر إسرائيلية بـ"الانخراط العملياتي العميق"، كشفت تقارير عبرية عن أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي قد أنشأ وحدتين استخباريتين جديدتين مخصصتين لمتابعة نشاط ميليشيا الحوثي.
وتتمثل مهام هذه الوحدات في جمع المعلومات، ورصد تحركات القيادات، وتحديد مواقع التصنيع العسكري ومراكز القيادة التابعة للميليشيا.
"عاصفة الأقصى".. سيناريو مستوحى من حماس
ويأتي اهتمام إسرائيل المتزايد بهذه الجبهة يأتي في أعقاب تقارير استخباراتية أبرزها ما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، حيث تفيد بأن الحوثيين أطلقوا برنامجًا تدريبيًا ضخمًا تحت اسم "عاصفة الأقصى"، يهدف إلى إعداد آلاف، وربما عشرات الآلاف من المقاتلين، لشن عمليات ضد إسرائيل، مستلهمين بذلك تجربة عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الحوثيين قد يحاولون تنفيذ عمليات تسلل أو هجمات عبر الأردن أو سوريا، في محاولة لنقل المعركة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.
استراتيجية قطع رأس الحوثيين
في مواجهة هذا التهديد المتنامي، يتداول مراقبون ومحللون في الأوساط الأمنية الإسرائيلية إمكانية تطبيق استراتيجية "قطع رأس الأفعى"، والتي تم استخدامها ضد حزب الله في لبنان خلال صراعات سابقة، مستهدفين هذه المرة زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي.
وتقوم هذه الاستراتيجية على ضرب القيادات العليا في التنظيمات المسلحة لإحداث انهيار تنظيمي ومعنوي واسع، وقد أصبحت محل نقاش جدي في إسرائيل مع تصاعد المخاوف من التهديد الحوثي، الذي بات يُصنّف داخليًا على أنه "خطر وجودي".
لكن وبالرغم من هذا الطرح، يشكك كثيرون في قدرة إسرائيل على استنساخ السيناريو اللبناني في الساحة اليمنية، نظرًا للبُعد الجغرافي الكبير، وضعف بنك الأهداف الاستخبارية الدقيقة، واختلاف طبيعة الصراع والبنية التنظيمية لجماعة الحوثي مقارنة بحزب الله.
وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي: الحوثيون سيتعلمون بالطريقة الصعبة
وكان قد علق وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتسعلى الهجوم الحوثي بطائرة مسيرة على مدينة إيلات جنوبي البلاد، والذي أسفر عن إصابة أكثر من 20 شخصًا وتسبب في أضرار مادية جسيمة.
وكتب كاتس عبر منصة "إكس":"أتمنى الشفاء العاجل للمصابين جراء ضربة الطائرة المسيّرة في إيلات. الإرهابيون الحوثيون يرفضون التعلم من إيران ولبنان وغزة، وسيتعلمون بالطريقة الصعبة، من يؤذي إسرائيل، سيؤذى سبع مرات".
هجوم جديد يفتح جبهة إضافية
وتقول شرطة الاحتلال الإسرائيلي إن الطائرة الحوثية المسيرة سقطت وسط منطقة سياحية في إيلات، مشيرة إلى أن التقييمات الميدانية ما زالت جارية لفهم طبيعة الهجوم وحجم الأضرار.