رئيس البرازيل يقبل رأس نظيره الكولومبي لمطالبته بتكوين جيش دولي لتحرير فلسطين

تداولت وسائل إعلام وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تظهر رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا وهو يقبّل جبين نظيره الكولومبي جوستافو بيترو، خلال مشاركتهما في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وقد ربط كثيرون هذه الصورة بالمواقف المشتركة للبلدين الداعمة للقضية الفلسطينية والمناهضة للعدوان على قطاع غزة.
وانتشرت الصورة بالتزامن مع تفاعل واسع مع كلمة الرئيس الكولومبي التي دعا فيها إلى تشكيل "جيش دولي قوي" لتحرير فلسطين، والدفاع عن شعبها ضد الطغيان والشمولية المدعومين من قبل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، كما حث الدول "الرافضة للإبادة الجماعية" على تشكيل قوة مسلحة لحماية المدنيين الفلسطينيين.
لكن تجدر الإشارة إلى أن اللحظة العاطفية التي ظهر فيها لولا دا سيلفا وهو يُقبّل جبين بيترو، لم تكن عقب خطاب الأخير المتعلق بغزة، بل جاءت بعد كلمة بيترو التي تناولت السياسات الأمريكية تجاه المخدرات والهجرة، والتي قال إنها أسهمت في تعميق الأزمات في دول أمريكا اللاتينية.
وبحسب ما نقلته صحيفة "الإسبيكتاتور" المكسيكية، فقد سادت أجواء من التوتر السياسي في كواليس الأمم المتحدة، خاصة بين قادة أمريكا اللاتينية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي شارك في الجلسات العامة.
كلمة رئيس البرازيل وكولومبيا
واستغل كل من لولا دا سيلفا وجوستافو بيترو الفرصة لتوجيه انتقادات مباشرة للسياسات الأمريكية تجاه المنطقة، مؤكدين أن نهج واشنطن لا يزال يتسم بالتدخل وازدواجية المعايير.
وخلال كلمته، ركز الرئيس البرازيلي على غياب التزام الولايات المتحدة بقضايا التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، مشيرًا إلى أن الخطاب الأمريكي عن الديمقراطية لا ينعكس في الواقع على دول أمريكا اللاتينية، داعيًا إلى نظام عالمي أكثر توازنًا، بعيدًا عن هيمنة قوة واحدة تتحكم في مصير الشعوب.
أما الرئيس الكولومبي، فقد استخدم خطابه لتوجيه انتقادات حادة للسياسات الأمريكية التي وصفها بأنها سبب رئيسي في تفاقم قضايا الفقر والهجرة والعنف في المنطقة، إلى جانب موقفه القوي بشأن ما يحدث في فلسطين.
ورغم أن كلاً من دا سيلفا وبيترو لم يذكرا اسم ترامب صراحة، إلا أن إشاراتهما السياسية كانت واضحة في انتقاد مساعي الرئيس الأمريكي لاستعادة موقعه الدولي بعد عودته إلى البيت الأبيض.
وتعكس هذه التصريحات تصاعد التوتر بين واشنطن وعدد من عواصم أمريكا اللاتينية بشأن ملفات محورية، تشمل الاقتصاد والبيئة والأمن الإقليمي.