عاجل

هولندا تقرر منع دخول نادي مكابي الإسرائيلي أراضيها: غير مرحب به

هولندا
هولندا

أصدر مجلس مدينة أمستردام قرارًا يقضي بأن نادي مكابي تل أبيب الإسرائيلي "غير مرحب به" في العاصمة الهولندية، وذلك على خلفية التوترات السياسية المتصاعدة بسبب الحرب العدوانية على غزة، بحسب ما أوردته صحيفة دي تلجراف الهولندية.

وقد نال القرار دعمًا واسعًا داخل المجلس بعد جلسة نقاش محتدمة، جاءت في أعقاب حادثة وقعت في نوفمبر الماضي، حيث تعرض مشجعو النادي الإسرائيلي لهجوم بعد مباراة في الدوري الأوروبي ضد نادي أياكس أمستردام.

وأشار القرار إلى أن بعض مشجعي مكابي تل أبيب يُظهرون "سلوكًا عنصريًا" ويدعمون ما وصفه المجلس بـ"الإبادة الجماعية" التي تُنسب لإسرائيل في غزة، كما شدد المجلس على أن الفريق لا يمثل مجرد نادٍ رياضي، بل يرتبط بسلوك سياسي مثير للجدل.

حزب يساري يقود الحملة

وجاء الاقتراح بدعم من شهر خان، زعيم حزب دينك اليساري الهولندي، الذي قال: "الأندية التي تمثل مستوطنات غير قانونية أو تعمل من أراضٍ محتلة لا يجب الترحيب بها في أمستردام." وأضاف: "مشجعوهم المتشددون يدعمون الإبادة الجماعية، وهذا وحده سبب كافٍ لاتخاذ هذا القرار."

وأشار خان إلى أن الخطوة تتماشى مع العقوبات المفروضة سابقًا على الفرق الروسية بعد الحرب في أوكرانيا، مؤكدًا أن الموقف الهولندي يجب أن يكون متسقًا في التعامل مع الانتهاكات الجسيمة.

مطالبات بحظر مشاركة الأندية الإسرائيلية

وأفاد عدد من أعضاء المجلس أن مشجعي مكابي تل أبيب لم يكونوا مجرد زوار أجانب، بل شكّلوا تهديدًا أمنيًا محتملاً بسبب سلوكهم العدواني، على حد وصفهم. 

ويعتزم المجلس إرسال خطاب رسمي إلى كل من الاتحاد الهولندي لكرة القدم واللجنة الأولمبية الهولندية، للمطالبة بمنع الأندية الإسرائيلية من المشاركة في أي فعاليات رياضية داخل الأراضي الهولندية.

فيفا ويويفا تحت الضغط.. وواشنطن تتدخل

على المستوى الدولي، تتزايد الضغوط على كل من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) لتعليق عضوية إسرائيل، وذلك في أعقاب توصيات من خبراء حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة، الذين دعوا إلى تجميد مشاركة الفرق الإسرائيلية في البطولات الدولية.

ومن المقرر أن تجري اللجنة التنفيذية لليويفا تصويتًا الأسبوع المقبل حول هذا الملف، وسط ترجيحات بأن غالبية الأعضاء سيصوتون لصالح التعليق، بحسب ما نشرته صحيفة ذا تايمز البريطانية.

الإدارة الأمريكية: رفض قاطع

في المقابل، تتحرك الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب لمنع أي إجراء ضد إسرائيل، حيث صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماركو روبيو، لقناة سكاي نيوز قائلاً: "سنعمل على منع أي محاولة لإقصاء المنتخب الإسرائيلي من كأس العالم."

ويأتي هذا التحرك في وقت يستمر فيه منتخب الكيان الإسرائيلي في سعيه للتأهل إلى مونديال 2026، الذي تستضيفه الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. 

وتحذر مصادر دبلوماسية من أن تعليق العضوية قد يعقد مشاركة إسرائيل في البطولة، رغم الضغوط الأمريكية لمنع ذلك.

تحقيق أممي يتهم إسرائيل بالإبادة

الدعوات لتعليق عضوية إسرائيل تستند إلى تحقيق أممي خلُص إلى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة – وهو اتهام تنفيه تل أبيب بشدة وتصفه بأنه "ادعاء باطل".

وترى لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أن استمرار مشاركة إسرائيل في المنافسات الرياضية الدولية يُعد "تطبيعًا للانتهاكات"، داعية إلى اتخاذ موقف مشابه لما حدث مع روسيا بعد غزوها لأوكرانيا.

احتجاجات في الملاعب الأوروبية

على الأرض، تزايدت مظاهر الاحتجاج في الملاعب الأوروبية. ففي لقاء نادي باوك سالونيكي اليوناني ضد مكابي تل أبيب ضمن الدوري الأوروبي، رفع مشجعو الفريق اليوناني لافتات كُتب عليها: "أعطوا إسرائيل بطاقة حمراء"، كما تم رفع الأعلام الفلسطينية في مدرجات الملعب.

المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي قد تكون بداية لسلسلة من الاحتجاجات ضد الفريق الإسرائيلي، خاصة في مباراته المقبلة أمام نادي أستون فيلا الإنجليزي في نوفمبر.

ووفق تقارير، تفكر عدة أندية أوروبية في الامتناع عن خوض مباريات أمام فرق إسرائيلية، بينما يبحث اليويفا الخيارات القانونية والإجرائية المتاحة.

ضغوط على إنفانتينو

يجد رئيس الفيفا جياني إنفانتينو نفسه تحت ضغط متزايد، خاصة مع علاقته القوية بالرئيس ترامب. وتأتي هذه التطورات فيما يتواجد إنفانتينو في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، في وقتٍ تتزايد فيه الدعوات لإبعاده عن الانحياز السياسي.

الفيفا يدرس أيضًا شكوى من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم تتهم نظيره الإسرائيلي بـ"التمييز المنهجي"، فضلاً عن إشراك أندية من المستوطنات في بطولات محلية، ما يعتبره الفلسطينيون خرقًا واضحًا للقانون الدولي.

مواقف رياضية وإنسانية متعاطفة مع غزة

وفي ردود الفعل، عبّرت رئيسة الاتحاد النرويجي لكرة القدم ليزا كلافيناس عن استيائها مما يحدث في غزة، قائلة: "من غير المقبول أن نقف مكتوفي الأيدي أمام معاناة المدنيين."

كما صرحت مبعوثة الأمم المتحدة للحقوق الثقافية، ألكسندرا زانثاكي: "الرياضة لا يمكن أن تستمر كالمعتاد في ظل هذه الظروف. هناك خطوط حمراء يجب احترامها."

من جهتها، أفادت اللجنة الأولمبية الفلسطينية أن أكثر من ألف رياضي فلسطيني لقوا حتفهم منذ بداية الحرب، من بينهم لاعب كرة القدم الشهير سليمان العبيد المعروف بلقب "بيليه فلسطين". 

وقال رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب: "الرياضة الإسرائيلية شريك في العدوان، وقد دُمّرت ملاعبنا وأحلامنا تحت القصف."

تم نسخ الرابط