رمضان عبد المعزالخير في فقه الدين.. والشرع قائم على التيسير

قال الشيخ رمضان عبد المعز إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم علمنا قاعدة عظيمة من قواعد الفقه والدين، حين قال: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين"، مشيرًا إلى أن الفقه هو الفهم، والفقيه هو الذي فهم وأدرك، بل وسبق غيره في الفهم، وهو معنى دقيق في اللغة العربية ينبغي إدراكه.
وأوضح عبد المعز خلال برنامجه «لعلهم يفقهون» على قناة دي إم سي، أن الفرق بين "فَقِهَ" و"فَقُهَ" و"فَقَّهَ" يعكس مستويات مختلفة من الفهم، موضحًا أن "فَقِهَ" تعني مجرد الفهم، أما "فَقُهَ" فتعني أن الفقه أصبح سجيّة وطبيعة في صاحبه، بينما "فَقَّهَ" تعني أن الله أو المعلم قد جعله فقيهًا، أي علّمه الفقه.
الشرع قائم على التيسير لا على التعسير
وأشار إلى أن من القواعد الفقهية الكبرى التي قررها العلماء قاعدة "المشقة تجلب التيسير"، موضحًا أن هذا الأصل يعكس روح الشريعة الإسلامية التي تهدف إلى التخفيف عن الناس، وتقديم الأحكام بما يتلاءم مع أحوالهم وظروفهم.
ونوه إلى أن كثيرًا من الناس يظنون أن الالتزام بالدين يعني الدخول في المشقة والعنت، في حين أن الله تعالى قال في محكم آياته:"وما جعل عليكم في الدين من حرج"وهو ما يؤكد أن الدين لا يقوم على الحرج أو المشقة، بل على اليسر والتخفيف.
النبي الكريم يحب لنا اليسر
وأوضح الشيخ أن الله عز وجل قال عن نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم:"لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم"أي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتألم حين يرى أمته تقع في المشقة والحرج، ما يدل على أن المنهج النبوي قائم على الرحمة والتيسير وعدم المغالاة.
وأضاف: "لقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التشدد والتطرف في فهم الدين، وقال: هلك المتنطعون، أي هلك المتشددون الذين يغلوْن في أحكامهم ويفرضون على أنفسهم وعلى غيرهم ما لم يفرضه الله.
فهم الدين كما أراده الله
وأكد أن فهم الدين كما أراده الله ورسوله هو السبيل إلى العيش في سكينة وطمأنينة، بعيدًا عن الغلو والتنطع، مشيرًا إلى أن الشريعة الإسلامية جاءت شاملة وعادلة، ومبنية على رفع الحرج وتحقيق مصالح العباد.
وختم حديثه بالتأكيد على أن تطبيق الدين الصحيح يولّد في القلب شعورًا بعظمة هذا الدين وجماله، حين يُمارَس كما علّمه النبي صلى الله عليه وسلم، بعيدًا عن التشدد والمغالاة.