الشيخ رمضان عبد المعز: الثقة في الله من صفات الأولياء.. وأم موسى نموذجًا

قال الشيخ رمضان عبد المعز إن الثقة في الله والتسليم المطلق لأوامره هما من أبرز صفات الأولياء والصالحين، مستشهدًا بقصة أم نبي الله موسى – عليه السلام – التي تجلّت فيها أعظم معاني الإيمان واليقين.
النموذج القرآني يعبّر عن أعلى درجات الثقة بالله
وأوضح عبد المعز وخلال برنامجه «لعلهم يفقهون» على قناة دي إم سي، أن أم موسى، رغم خوفها الشديد على ولدها من بطش فرعون وجنوده، جاءها الوحي الإلهي بأمر لم يكن سهلًا على أي أم، حيث قال تعالى: "وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه، فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني"، مشيرًا إلى أن الأمر الإلهي جاء مصحوبًا بوعد مطمئن: “إنا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين”.
وأشار إلى أن هذا النموذج القرآني يعبّر عن أعلى درجات الثقة بالله، حيث ألقت أم موسى ابنها في الماء امتثالًا لأمر الله، وهي موقنة بأنه سبحانه سيحفظه ويرده إليها كما وعدها، منوها إلى أن الأولياء لا تزعزعهم مخاوف الرزق أو تقلبات الدنيا، إذ يؤمنون أن ما كُتب لهم سيصلهم، وما لم يُكتب لهم لن ينالوه، مستشهدًا بقوله: “ولك أجل لن يعدوك، ولك رزق لن يفوتك”.
الثقة بالله لا تعني التواكل
وأضاف: “أحد العارفين بالله كان يردد دائمًا: رزقي على الله، لا أحد يأخذ رزق غيره، والثقة بالله لا تعني التواكل، لكنها تعني اليقين في أن الطاعة لا تنقص الرزق، والمعصية لا تزيده”.
وأضاف: “ربيت ابني على هذه القيم، فقلت له عند تخرجه: لا تقبل الحرام، لا تمد يدك لغيرك، لا تسكت على باطل، ولا تجبن عن نصرة الحق، فالدنيا لا تُطلب على حساب الدين”.
وأكد أن البعض بات يشجع أولاده على "تسيير الأمور" حتى لو خالفوا المبادئ، بينما القرآن يقول بوضوح: “ومن يتق الله يجعل له مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يحتسب”.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن المؤمن الحق يثق في وعد الله، ويتوكل عليه في كل شيء، مضيفًا: “لو اعتبرنا الدنيا مائدة مليئة بالخيرات، فهل يُعقل أن يمنح الله هذه الخيرات للعاصين ويحرم منها من يطيعه؟ هذا لا يكون، فالله لا يضيع أجر من أحسن عملاً”.