عاجل

ما حكم صلاة المنفرد خلف الصف.. وهل يجوز جذب المصلين دون رضاهم؟

صلاة الجماعة
صلاة الجماعة

ما حكم صلاة المنفرد خلف الصف.. وهل يجوز جذب المصلين دون رضاهم؟ سؤال نجيب عنه من خلال فتوى دار الإفتاء. 

صلاة المنفرد خلف الصف

أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم صلاة المنفرد خلف الصف، وحكم جذب أحد المصلين ليصلي بجواره إذا لم يجد فرجة في الصف، مؤكدة أن صلاة المنفرد صحيحة في حال وجود عذر، أما إذا انتفى العذر فهي صحيحة مع الكراهة، شريطة ألا يجذب أحدًا من الصف دون موافقته.

وبيَّنت الدار أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرشد إلى فضل صلاة الجماعة على صلاة الفرد، حيث قال: «صَلاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» متفق عليه. غير أن الأحكام قد تختلف في حال تعذر وجود مكان بالصف. واستشهدت بحديث أبي بكرة رضي الله عنه حين ركع خلف الصف قبل أن يدركه، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «زادك الله حرصًا، ولا تعد»، وهو ما فهم منه الفقهاء صحة صلاته مع التنبيه على عدم تكرار ذلك.

وأشارت دار الإفتاء إلى اختلاف الفقهاء في هذه المسألة؛ فالمالكية وأحد قولي الشافعية ذهبوا إلى أن من لم يجد فرجة يصلي منفردًا خلف الصف دون أن يجذب غيره، حتى لا يحرم المجرور فضيلة الصف الأول. بينما ذهب الحنفية والرأي الأصح عند الشافعية إلى جواز جذب شخص من الصف بشرط موافقته المسبقة، أما إن لم يوافق فليس للمنفرد أن يجذبه.

أما الحنابلة فقد أجازوا وقوف المنفرد عن يمين الإمام إن أمكن، فإن تعذر ذلك صلى وحده خلف الصف، ولا يُستحب عندهم جذب أحد من الصف، بل يرونه تصرفًا غير لائق قد يسبب فتنة داخل الصلاة.

وأكدت الدار أن الخلاف بين الفقهاء في هذه المسألة يوضح سعة الشريعة وتنوع اجتهاداتها، إلا أن الرأي الأرجح الذي تطمئن إليه هو أن صلاة المنفرد خلف الصف صحيحة إن لم يجد مكانًا، ولا ينبغي له أن يجذب أحدًا إلا إذا كان متأكدًا من موافقته، وذلك درءًا للمشكلات وحفاظًا على روح الجماعة.

واختتمت دار الإفتاء بالتأكيد على أن صلاة الجماعة شعيرة عظيمة ووسيلة لزيادة الألفة بين المسلمين، وعلى المصلين أن يتحلوا بالانضباط والتراحم في صفوفهم، وألا يجعلوا من مسائل الخلاف سببًا للنزاع، داعيةً إلى الحرص على إتمام الصفوف قدر الإمكان، والالتزام بالهدوء والخشوع أثناء الصلاة.

تم نسخ الرابط