عاجل

الإفتاء: يجوز ترديد الأذان بعد المؤذن ما لم يطل الفاصل الزمني

الأذان
الأذان

أكَّدت دار الإفتاء المصرية أن ترديد الأذان خلف المؤذن من السنن المؤكدة التي حثَّ عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لما فيها من فضل عظيم وثواب جزيل، مشيرةً إلى أن الأصل في الترديد أن يكون أثناء الأذان، غير أن الفقهاء أجازوا لمن فاته الترديد مع المؤذن أن يقوله بعده مباشرة ما دام الفاصل الزمني قصيرًا.

ترديد الأذان بعد المؤذن 

وأوضحت الدار أن الأذان من أبرز شعائر الإسلام، وقد وردت أحاديث نبوية عديدة في فضل متابعة المؤذن؛ منها ما رواه مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ أَحَدُكُمُ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ...»، إلى أن ختم الحديث بقوله: «مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ». كما جاء عنه صلى الله عليه وآله وسلم قوله: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ...» رواه مسلم.

وأضافت دار الإفتاء أن جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة ذهبوا إلى استحباب متابعة المؤذن، فيردد المسلم مثل ما يقول إلا في الحيعلتين (حي على الصلاة، حي على الفلاح) حيث يقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله»، أما في التثويب (الصلاة خير من النوم) فيقول: «صدقت وبررت». بينما يرى الحنفية أن إجابة المؤذن واجبة، واختلفوا هل تكون باللسان أو بالذهاب إلى الصلاة جماعة.

وبينت الدار أن الترديد لا يُطلب إلا ممن سمع الأذان حقيقةً، فمن لم يسمعه لصمم أو لبعد المسافة لا يُشرع له الترديد. فإذا فاته متابعة المؤذن أثناء الأذان فله أن يتدارك ذلك ما دام الفاصل قصيرًا، أما إذا طال الفصل فلا يُستحب له الترديد حينئذٍ.

وأكدت الإفتاء أن مقصود الشرع من متابعة الأذان هو ذكر الله تعالى وحصول الثواب، لذا لم يُشدّد على فواتها، ولم يرتب إثمًا على تركها. وأشارت إلى أن متابعة المؤذن من أسباب نيل شفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لما جاء في الحديث الشريف: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ... حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي».

واختتمت دار الإفتاء بالتأكيد على أن ترديد الأذان عبادة عظيمة، سواءً كانت أثناء الأذان أو بعده مباشرةً، وهو عمل يسير لكنه عظيم الأثر عند الله تعالى، داعيةً المسلمين إلى الحرص على هذه السنة المباركة لما فيها من رفعة الدرجات ومغفرة الذنوب.

تم نسخ الرابط