تقدم لخطبتي شاب مشهور عنه ارتكاب الفاحشة.. هل يجوز الارتباط به؟ الإفتاء توضح

أكدت دار الإفتاء المصرية أنَّ على الفتاة المسلمة أن تُحسن الاختيار عند الإقدام على خطوة الزواج، فتبحث عن الخاطب صاحب الدين والخلق، الذي يكون عونًا لها على طاعة الله عز وجل، ويحفظ حقوقها ويصون كرامتها. جاء ذلك ردًّا على سؤال ورد إلى دار الإفتاء حول حكم الشرع في قبول الارتباط بخاطب عُرِف بين الناس بارتكاب المعاصي والفواحش.
تقدم لخطبتي شاب مشهور عنه ارتكاب الفاحشة.. هل يجوز الارتباط به؟
وأوضحت الدار أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد وضع القاعدة الشرعية لاختيار شريك الحياة، فقال: «إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ» رواه الترمذي. وهذا الحديث الشريف يبيِّن بوضوح أن المعيار الأساس في قبول الخاطب هو توافر صفة الدين المقترنة بحُسن الخلق، لأن في ذلك ضمانًا لاستقرار الحياة الزوجية ودوامها على المودة والرحمة.
وأضافت دار الإفتاء أن الارتباط بشخص يُعرف عنه ارتكاب الكبائر والمجاهرة بالمعاصي لا يجوز شرعًا، لا سيما إذا كان مستمرًّا على تلك الأفعال دون توبة أو رجوع. واستدلت الدار بقوله تعالى: ﴿الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً﴾ [النور: 3]، مؤكدة أن هذه الآية الكريمة تُحذِّر من التهاون في شأن الزواج ممن يستهين بالحدود الشرعية أو اشتهر بين الناس بسوء السيرة والفساد.
وبيَّنت الدار أن الزواج ميثاق غليظ، غايته تكوين أسرة صالحة تقوم على السكن والمودة والتعاون على الطاعة، فكيف تتحقق تلك الغايات مع شخص لا يُقيم وزنًا لشرع الله، ولا يُبالي بارتكاب الكبائر والفواحش؟ وكيف ترضى الفتاة العفيفة أن يكون مثل هذا الرجل أبًا لأولادها، وقدوة لأسرتها؟
وشددت الدار على أنَّ التغاضي عن هذه المعايير الشرعية عند اختيار الزوج يؤدي إلى فساد عريض في المجتمع، لأن الأسرة هي اللبنة الأولى لبنائه. فإذا اختلت أصولها وقامت على أساس غير سليم انعكس ذلك على الأبناء، وانتشر الفساد والانحراف.
وفي ختام بيانها، نصحت دار الإفتاء الفتيات وأولياء الأمور بضرورة تحرِّي الدقة في اختيار الأزواج، وعدم الانخداع بالمظاهر الخادعة أو الوعود الكاذبة، بل يكون المعيار الأصيل هو الدين والخلق، لما في ذلك من تحقيق الاستقرار الأسري، وصيانة المجتمع من الفتن والانحرافات.