عاجل

التصعيد التجاري بين الصين وأمريكا.. خبير: العالم يشهد إعادة هيكلة للاقتصاد

التصعيد التجاري بين
التصعيد التجاري بين الصين وأمريكا

علق الدكتور أيمن غنيم، أستاذ إدارة الأعمال، على الاتصالات المتبادلة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج، في ضوء تطورات الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، وتأثيرات ذلك على الاقتصاد العالمي.

المباحثات بين الولايات المتحدة والصين

في بداية مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، أكد أيمن غنيم أن العالم اليوم يعيش مرحلة إعادة هيكلة عميقة للعلاقات الاقتصادية والسياسية، موضحًا أن المباحثات بين الولايات المتحدة والصين تعكس حجم التحول في موازين القوى العالمية، خاصة في ظل تصاعد أهمية التكنولوجيا والتطبيقات الرقمية كجزء من أدوات النفوذ السياسي والاقتصادي.

وأضاف غنيم أن أزمة تطبيق تيك توك تمثل نموذجًا واضحًا لهذا الصراع الجديد، حيث تُعرب الولايات المتحدة عن قلقها من هيمنة الصين على تطبيق يستخدمه ملايين الأمريكيين، وتخشى من استغلال بيانات المستخدمين لأغراض استخباراتية أو للتأثير على الرأي العام الأمريكي.

الموقف الأمريكي يطرح مفارقة لافتة

وأشار إلى أن هذا الموقف الأمريكي يطرح مفارقة لافتة، إذ أن واشنطن – التي طالما كانت المدافع الأول عن حرية التعبير والأسواق المفتوحة – باتت اليوم تُطالب بنقل ملكية التطبيق إلى جهة أمريكية، وهو ما يمثل توجهًا لحماية الاقتصاد القومي لا الانفتاح عليه.

وأوضح أن هذه التحركات تُظهر كيف أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أدوات ضغط سياسي واقتصادي، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي نفسه يمتلك حسابًا نشطًا على تيك توك يتابعه أكثر من 15 مليون شخص، وهو ما يبرز أهمية هذه المنصات في الحملات الانتخابية وصناعة الرأي العام داخل الولايات المتحدة.

الاتفاق المقترح حول تطبيق تيك توك

وفيما يتعلق بالاتفاق المقترح حول تطبيق تيك توك، حيث ستشغل شخصيات أمريكية 6 من أصل 7 مقاعد في مجلس الإدارة، نوه غنيم إلى أن هذا التوجه يعكس رغبة أمريكية في فرض رقابة مباشرة على إدارة التطبيق، مما يضع الصين في موقف تفاوضي صعب، لكنه في الوقت نفسه لا ينفصل عن طبيعة الصراع الأشمل بين القوتين.

وأضاف: "نحن اليوم أمام نظام عالمي ثنائي أو متعدد الأقطاب، لكنه لا يقوم على الانتماءات الأيديولوجية كما كان الحال في الحرب الباردة، بل يقوم على تبادل المصالح الاقتصادية. كل دولة تستخدم الأدوات المتاحة لديها – سواء الإنتاجية أو التكنولوجية – من أجل تحسين شروطها التفاوضية".

وأكد غنيم أن الصين تمتلك اليوم تفوقًا ملحوظًا في البرمجيات وتكنولوجيا التطبيقات الذكية، وهو ما يجعلها تُجيد توظيف أوراقها في إدارة هذا الصراع، بينما تعتمد الولايات المتحدة على مكانتها كأكبر اقتصاد عالمي في فرض القيود والرسوم الجمركية على المنافسين.

وفي ختام حديثه، توقع د. غنيم أن تشهد المرحلة المقبلة قدرًا من التوازن بين الجانبين، قائلاً: "الغبار سيزول في النهاية، وسنرى صيغة وسط بين القوتين، لأن المصالح الاقتصادية الكبرى لا يمكن أن تُدار بالتصعيد الدائم".

واختتمت المداخلة بتوجيه الشكر للدكتور أيمن غنيم، أستاذ إدارة الأعمال، على تحليله القيّم والمستفيض حول هذا الملف الحيوي في الاقتصاد الدولي.

تم نسخ الرابط