كاترين فرج الله: مصر وإسبانيا تتفقان على مبدأ دعم الحق الفلسطيني

قالت الدكتورة كاترين فرج الله، الكاتبة والمحللة السياسية، إن زيارة ملك إسبانيا فيليبي السادس إلى مصر زيارة تاريخية من الطراز الأول، مؤكدة أنها الزيارة الأولى من نوعها على هذا المستوى، وتعكس عمق ومتانة العلاقات المصرية الإسبانية، التي تعود جذورها إلى عام 1922، حين تم تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأضافت الدكتورة كاترين فرج الله في تصريح خاص لموقع نيوز رووم أن العلاقات بين مصر وإسبانيا تتسم بالرسوخ على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، وقد تعززت بشكل كبير منذ توقيع معاهدة الصداقة والتعاون عام 2008، مشيرة إلى أن الزيارة الحالية تأتي كدليل واضح على اتساع دائرة التشاور السياسي والتنسيق الدبلوماسي بين القاهرة ومدريد.
وأكدت أن الزيارة تعكس المكانة المحورية التي تحتلها مصر على الساحة الدولية، حيث تمثل رمانة الميزان في منطقة الشرق الأوسط، كما تلعب دورًا رئيسيًا في استقرار إقليم البحر المتوسط، من خلال جهودها المتواصلة في مكافحة الإرهاب، ليس فقط داخل حدودها، بل في القارة الأفريقية بأسرها، وهو ما يحظى بتقدير واسع من الدول الأوروبية.
وأوضحت الدكتورة كاترين أن مصر قطعت شوطًا كبيرًا في ملف مكافحة الهجرة غير الشرعية، وهو الملف الذي يشكل هاجسًا كبيرًا لحكومات أوروبا، مضيفة: "ما قامت به مصر في هذا الملف كان حاسمًا، وقد جنّب أوروبا أزمات كانت ستتفاقم".
دلالات زيارة ملك إسبانيا لمصر في هذا التوقيت
وفي سياق متصل، شددت فرج الله على أن توقيت الزيارة يحمل دلالات سياسية بالغة الأهمية، خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية الملتهبة، وتصاعد التوترات في قطاع غزة، لافتة إلى أن العدوان الإسرائيلي المتصاعد وعمليات التهجير الجماعي للسكان في القطاع يعد خطًا أحمر بالنسبة لمصر كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة.
وأضافت أن الموقف الإسباني جاء متوافقًا تمامًا مع الرؤية المصرية، من حيث الدعوة لوقف العدوان والاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، ورفض التهجير القسري لسكان القطاع، مشيرة إلى أن "على الدول الأوروبية البناء على هذه الزيارة بدعم الطرح المصري لحل الأزمة وضمان استقرار المنطقة".
وأشادت الدكتورة كاترين بموقف إسبانيا، واعتبرته موقفًا تاريخيًا داعمًا للحق الفلسطيني ومتماهيًا مع الرؤية المصرية، موضحة أن البلدين يتبنيان موقفًا مشتركًا ورؤية موحدة للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.

وعلى الصعيد الشعبي، لفتت فرج الله إلى وجود روابط وطيدة بين الشعبين المصري والإسباني، تتجلى في التعاون الثقافي والحوار المتبادل، مما يعزز دور الدبلوماسية الشعبية، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تسهم كذلك في ترفيع مستوى الشراكة الاقتصادية، لا سيما وأن إسبانيا تعد من أهم شركاء مصر التجاريين في مجالات حيوية مثل الطاقة المتجددة، والنقل، والبنية التحتية، والاستثمار.
واختتمت الدكتورة كاترين تصريحها بالإشارة إلى الطابع الودي والإنساني للزيارة، والذي تجلى في الجولة السياحية التي قام بها ملك إسبانيا وزوجته برفقة الرئيس عبد الفتاح السيسي وقرينته لزيارة الأهرامات والمعالم السياحية، مؤكدة أن مصر ستظل دائمًا بلد الحضارة والتاريخ، والدبلوماسية المتزنة، وصاحبة الدور الإقليمي والدولي المسؤول.