عاجل

ما هي النية.. وهل الأعمال تقسم حسب النية إلى أقسام؟ علي جمعة يوضح

علي جمعة
علي جمعة

ما هي النية؟ وهل الأعمال تقسم حسب النية إلى أقسام؟، من الأسئلة التي أوضحها الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء والمفتي السابق، حيث قال إن النية هي العزم المؤكد في اللغة، وهي مرتبة من خمس مراتب تسمى بمراتب القصد؛ الإنسان عندما يفكر في شيء حتى يتهيأ إلى العمل يمر بخمس مراحل، إن صح التعبير.

هل الأعمال تقسم حسب النية إلى أقسام؟

وقسم علي جمعة النية إلى خمس مراتب هي: «هاجس، خاطر، حديث النفس، الهم، العزم»، حيث يقول الشاعر: 

مراتب القصد خمس هاجس ذكروا * فخاطر فحديث النفس فاستمعا

يليه هم فعزم كلها رفعت * سوى الأخير ففيه الأخذ قد وقعا

وبين أن الهاجس: الشيء يأتي في رأسك ويذهب. فالهاجس صورة عابرة. وأن الخاطر: الشيء يأتي في رأسك ويستقر . فالخاطر صورة مستقرة.

وفي حديث نفس قال: إذا ما تكلم الإنسان وتردد مع نفسه في الفعل وعدم الفعل هل يقدم على هذا الفعل سواء أكان طاعة أو معصية .

بينما الهمّ : إذا ما مالت نفسه إلى الفعل . والعزم (النية) : وهو القصد المؤكد وهو أن يصمم الإنسان على فعل هذا الشيء -يعني عزمت عزمًا مؤكدًا- ،من هنا يبدأ الحساب بالثواب أو بالعقاب.

ونبه إلى أن النية لها فضل كبير جدًّا في الشريعة، ونبهنا على هذا الفضل الإمام البخاري رضي الله تعالى عنه؛ ولذلك جعل حديث: «الأعمال بالنيات» أول حديث في «صحيحه»، والنية في القرآن : ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾. فربنا سبحانه وتعالى وجَّه إلى النبي هذا النداء بأن هؤلاء الناس دخلوا في نية صالحة، وأن هذه النية الصالحة جعلتهم بهذه المكانة العالية التي يؤمر فيها سيدنا الرسول ﷺ باحتوائهم، وبضمهم، وبعدم طردهم.

وكذلك في الحكمين الذين نرسلهم ﴿إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا﴾ وكان سيدنا عمر يجعل الضمير في الآية يرجع إلى الحكمين.

فكان يرسل الحكمين، فإذا لم يستطيعوا أن يصلحوا بين الزوج والزوجة، يشد عليهم في الكلام، فيقولوا : قمنا بما علينا ، فيقول لهم: لا ﴿إِنْ يُرِيدَا﴾ هم الحكمين ﴿إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللهُ﴾ فأنتم لم توفقوا لأنكم لم تريدوا إصلاحا، يجب أن تخلصوا النية.

هذه تربية فيها شدة لكنها لها فهم؛ فالإنسان وهو حكم يجب أن يدعوا الله ويلتجئ إليه إنه يصلح بين الزوجين، فربنا يوفقه ، فالنبي ﷺ قال: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه». الإمام البخاري جعله أول حديث، الإمام النووي جعله أول حديث في «الأربعين النووية».

فأصبح هذا الحديث هو مدخل القضية حتى قال الإمام السيوطي: إن النية نجدها في سبعين بابًا من أبواب الفقه.

وشدد على أن النية موجودة في الوضوء، في الصلاة، في الزكاة، في الصيام، في الحج، موجودة في الكفارات، موجودة في المعاملات، موجودة في الأنكحة ، موجودة في القضاء، في الشهادة، موجودة في كل شيء، ولها أحكام، وأحكام كثيرة في سبعين باب.

تم نسخ الرابط