عاجل

دار الإفتاء توضح: ما حكم النية عند الاغتسال من الجنابة؟

حكم النية في الاغتسال
حكم النية في الاغتسال من الجنابة

يُعَدُّ الاغتسال من الجنابة من أهمّ أركان الطهارة في الشريعة الإسلامية، وهو شرطٌ لازمٌ لصحة بعض العبادات، وعلى رأسها الصلاة. ومع أن كثيرًا من المسلمين يُؤدُّون الغُسل دون تفريط، إلا أن حكم النية عند الاغتسال من الجنابة قد يَخفى على البعض، خاصة من حديثي العهد بالزواج أو البلوغ.

وقد تلقّت دار الإفتاء المصرية سؤالًا حول حكم النية عند الاغتسال من الجنابة من شابٍ لم يكن على علمٍ بضرورة النية أثناء أداء هذا الغسل الواجب، وهو ما يفتح بابًا مهمًّا لبيان الرأي الشرعي في مثل هذه المسائل التي تمس حياة الناس اليومية.

في هذا المقال نستعرض حكم النية عند الاغتسال من الجنابة كما ورد في فتوى رسمية عن دار الإفتاء، ونوضح الحالات المختلفة التي قد يقع فيها المسلم، مع بيان أقوال الفقهاء والراجح منها، وتفصيل الأحكام الشرعية المتعلقة بذلك.

أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد إليها من شاب حديث الزواج، لم يكن يعلم أن النية شرط لصحة الغسل من الجنابة، ويتساءل: هل يصح ما مضى من غُسله؟ وهل عليه إثم أو كفارة لجهله بالحكم؟

النية عند الاغتسال من الجنابة

أوضحت الدار أن جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة يرون أن النية شرطٌ لصحة الغسل من الحدث الأكبر (الجنابة)، وأنها فرض لا يصح الغسل إلا بها. بينما ذهب الحنفية إلى أن النية سنة وليست واجبة، فيصح الغُسل ولو لم تُستحضر النية، طالما تحقق إيصال الماء إلى جميع الجسد.

ثلاث حالات لحال المكلف عند الغسل

فصّلت دار الإفتاء في بيان حكم النية عند الاغتسال من الجنابة، وبينت أن حال المكلف لا يخرج غالبًا عن ثلاث حالات:

  • استحضار نية الغسل أو رفع الحدث بقلبه، سواء تلفظ بها أو لم يتلفظ:

في هذه الحالة، يصح الغسل اتفاقًا، إذا تم إيصال الماء لجميع البدن.

  • عدم استحضار النية لفظًا أو ذهنيًا، ولكن توجد قرائن تدل عليها:

مثل أن يغتسل الشاب بعد الجماع أو الاحتلام ليصلي أو يقرأ القرآن.

في هذه الحالة، النية متحققة ضمنًا من القرائن، وغسله صحيح ولا إثم عليه.

  • الاغتسال دون نية أو قصد رفع الحدث، ودون قرائن ظاهرة:

كمن يغتسل للتنظف أو التبرد فقط دون استحضار نية الطهارة.

في هذه الحالة، الغُسل يُعد غير صحيح عند الجمهور، لكنه صحيح عند الحنفية.

لا إثم مع الجهل.. والغُسل صحيح بناءً على القول المعتبر

بيّنت دار الإفتاء أن من كان يجهل أن النية شرط في الغسل، ففعل ذلك اتباعًا لعادة أو لغرض النظافة دون قصد رفع الحدث، فإن غسله يُعتبر صحيحًا أخذًا بقول الحنفية، الذين لا يشترطون النية لصحة الغسل.

وأشارت الدار إلى قاعدة شرعية معتبرة:"من ابتلي بشيء من المختلف فيه، قلد من أجاز"، وعليه، لا إثم عليه ولا كفارة، ولا يلزمه إعادة الغسل أو ما فاته من صلوات أو عبادات.

وفي ختام الفتوى، أوصت دار الإفتاء بضرورة استحضار النية في المستقبل، وذلك خروجًا من خلاف الفقهاء، وحرصًا على صحة الطهارة والعبادات المتعلقة بها، لا سيما الصلاة.

 لا إثم، والغسل صحيح عند من يجيزوعليه: من اغتسل من الجنابة دون نية، وكان يجهل الحكم، فإن غسله يصح ولا يعيد، ولا إثم عليه، ويُعتبر فعله صحيحًا على مذهب معتبر من مذاهب الفقه الإسلامي.

تم نسخ الرابط