لقاء مرتقب بين سوريا وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني في لندن الأربعاء

كشف مصدران مطلعان على سير المحادثات الجارية بين سوريا وإسرائيل، أن تل أبيب قدمت إلى دمشق مسودة اتفاق أمني شامل يتضمن تصورات جديدة للترتيبات على الحدود، بدءاً من جنوب غرب العاصمة دمشق وصولاً إلى نقاط التماس مع إسرائيل، بحسب ما أورده موقع "أكسيوس" التابع لوكالة الاستخبارات الأمريكية.
وتتضمن الوثيقة الإسرائيلية خريطة تفصيلية لمناطق يتم التفاوض حولها، في إطار مساعٍ لإعادة صياغة الوضع الأمني على الحدود بين الجانبين.
ومن المرتقب أن يلتقي وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، مع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في لندن اليوم الأربعاء، في اجتماع يُعقد بمشاركة المبعوث الأمريكي توم باراك، الذي يتولى دور الوساطة، ويمثل هذا اللقاء الجولة الثالثة من الاجتماعات الثلاثية التي ترعاها واشنطن بين الطرفين.
تقدم محدود دون نتائج حاسمة
رغم مؤشرات على تحسن في مسار المحادثات، إلا أن المصادر أكدت أن التوصل إلى اتفاق نهائي لا يزال غير وشيك، إذ لا تزال هناك خلافات تتطلب مزيدًا من التفاوض.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد أعلن الأسبوع الماضي في مقابلة مع التلفزيون الرسمي السوري، أن حكومته منخرطة في مفاوضات مع إسرائيل تهدف إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي دخلتها بعد سقوط النظام السابق.
وأوضح الشرع أن إسرائيل اعتبرت الاتفاقات السابقة لاغية بعد التغيير السياسي في دمشق، رغم التزام الحكومة الحالية بها منذ اللحظة الأولى، وفق تعبيره.
وأشار أحمد الشرع إلى أن المفاوضات الحالية تسعى لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الثامن من ديسمبر، في إشارة إلى التاريخ الذي ترى دمشق أنه يمثل نقطة التحول في الالتزامات الأمنية الإسرائيلية.
مطالب إسرائيلية بجعل جنوب سوريا منطقة منزوعة السلاح
من جهته، صرح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أواخر أغسطس الماضي بأن حكومته تجري اتصالات تهدف إلى تحويل الجنوب السوري إلى منطقة منزوعة السلاح، وهو ما يعتقد أنه أحد محاور المقترح الأمني الإسرائيلي المطروح للنقاش.
رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين سوريا وإسرائيل منذ إعلان الحرب عام 1948، فقد شهدت الفترة الأخيرة تحركات دبلوماسية غير مسبوقة، برعاية أمريكية مباشرة، في محاولة لإنهاء حالة الجمود وفتح الباب أمام تفاهمات جديدة في المنطقة.