تجاوزت سيرته حدود الأسطورة.. باحث يكشف سر ميدان المجذوب بأسيوط

قال الباحث الصوفي مصطفى زايد إن ميدان المجذوب في قلب أسيوط القديمة ليس مجرد ساحة عمرانية تحمل اسمًا، بل هو ذاكرة روحية متجددة تحكي قصة رجل تجاوزت سيرته حدود الأسطورة، حتى غدا جزءًا من هوية المدينة ووجدان أهلها.
محمد بن عبد الله المغربي المعروف بـمجذوب أسيوط
وأضاف “زايد” أن المصادر التاريخية الموثقة، وفي مقدمتها كتاب تحفة الإخوة بمناقب أولياء أسيوط وأخبارهم وحكاياتهم للمؤرخ الصوفي الشيخ أحمد بن محمد الحضراوي ، تكشف أن صاحب هذا الاسم هو الشيخ محمد بن عبد الله المغربي المعروف بـ«مجذوب أسيوط».
وأوضح الحضراوي في كتاب تحفة الإخوة بمناقب أولياء أسيوط ,أن نسبه الصوفي مرتبط بالطريقة الشاذلية التي أسسها الشيخ أبو الحسن الشاذلي المغربي.
جمع بين الفقه والرياضة الروحية
وأوضح الباحث أن المجذوب كان عالمًا مالكيًا وصوفيًا متعمقًا، جمع بين الفقه والرياضة الروحية، واشتهر بما رُوي عنه من أحوال «الجذب الإلهي»، أي الانجذاب الكلي إلى محبة الله حتى يغيب المرء عن حواسه. ومن هنا جاء لقبه «المجذوب»، وهو وصف روحي لا صلة له بمعنى الجنون الذي يتبادر إلى أذهان العامة.
موقع ضريح الشيخ محمد المجذوب
وأشار زايد إلى أن ضريح الشيخ محمد المجذوب يقع بالقرب من ضريح الإمام جلال الدين السيوطي، غير أن الحضراوي ينفي أي صلة زمنية بين الرجلين، مؤكدًا أن المجذوب عاش بعد السيوطي بقرن على الأقل.
تاريخ التصوف المصري
واختتم الباحث الصوفي قائلاً إن سيرة الشيخ محمد بن عبد الله المغربي تمثل فصلًا مهمًا من تاريخ التصوف المصري، إذ جمع بين العلم الشرعي والروحانية، وترك أثرًا خالدًا تجلى في ميدان يحمل اسمه، ليظل شاهدًا على رجلٍ عاش للعلم والمحبة الإلهية، وبقي حضوره الروحي في وجدان الناس حتى اليوم.