استجابة للمطلب الإسرائيلي.. حكومة الشرع تقرر سحب سلاحها الثقيل من جنوب سوريا

أفاد مصدر عسكري سوري، اليوم الثلاثاء، أن القوات الحكومية في سوريا قامت بسحب سلاحها الثقيل من جنوب البلاد، وهي المنطقة التي تطالب إسرائيل بجعلها منطقة منزوعة السلاح.
وقال المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، إن القوات السورية سحبت سلاحها الثقيل من الجنوب السوري، موضحًا أن هذه العملية بدأت قبل نحو شهرين، في أعقاب موجة من أعمال العنف التي شهدتها محافظة السويداء.
وتزامنت تلك الأحداث مع ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع حكومية في دمشق وآليات للجيش السوري بعد انتشاره في المحافظة ذات الغالبية الدرزية.
خارطة طريق في سوريا
وفي وقت سابق كشف وزير الخارجية السوري في الحكومة الانتقالية أسعد الشيباني، عن إطلاق "خارطة طريق" مدعومة من الولايات المتحدة والأردن تهدف إلى تعزيز المصالحة والاستقرار في محافظة السويداء.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك عقد في دمشق، جمع بين الشيباني ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، تم الإعلان عن مبادرة جديدة تضم ست خطوات رئيسية لمعالجة الوضع الإنساني والأمني في المحافظة المضطربة.
وقال الشيباني في كلمته: "السويداء جرح سوري عميق، وعلينا نحن السوريين أن نضمد هذا الجرح بأيدينا، ما شهدته المحافظة من أحداث دامية آلم قلوب جميع السوريين، وقد آن الأوان لفتح صفحة جديدة، قائمة على الوحدة والمصالحة والمسؤولية الوطنية المشتركة."
وأكد وزير الخارجية السوري أن الحكومة الانتقالية وضعت خطة متكاملة تضمن الحقوق وتعزز العدالة، مشيرًا إلى أن هذه الخطة تهدف إلى استعادة الثقة بين الدولة والمجتمع المحلي، وتهيئة الأرضية لعودة الاستقرار.
بنود خارطة الطريق السورية
- محاسبة المعتدين: التحقيق في الانتهاكات ضد المدنيين وممتلكاتهم، بالتعاون مع جهات التحقيق الدولية.
- ضمان تدفق المساعدات: تأمين وصول المساعدات الإنسانية والطبية بشكل مستمر دون عوائق.
- تعويض المتضررين: البدء بتعويض المتضررين، ترميم القرى والبنية التحتية، وتسهيل عودة النازحين.
- إعادة الخدمات الأساسية: إعادة تشغيل خدمات الكهرباء والمياه والتعليم والخدمات العامة.
- نشر قوات محلية: حماية الطرقات والمرافق وتأمين حركة المدنيين من خلال قوات تابعة لوزارة الداخلية.
- كشف مصير المفقودين: العمل على إطلاق سراح المحتجزين والمخطوفين، وإطلاق مسار مصالحة شامل تشارك فيه كافة مكونات السويداء.
مواقف دولية داعمة
من جانبه أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن استقرار سوريا ووحدة أراضيها ضرورة إقليمية، وما شهدته السويداء مأساة لا بد من تجاوزها بخطوات عملية تشمل المحاسبة وضمان المساعدات.
فيما قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، خلال المؤتمر: "زيارتي لسوريا تأتي في وقت بالغ الصعوبة، نحن نؤمن أن خارطة الطريق التي جرى الاتفاق عليها تمثل بداية ضرورية لبناء الثقة، ورغم التحديات، نحن ملتزمون بدعم هذه الجهود.
وأشار باراك إلى أن واشنطن ترى في الحكومة السورية الانتقالية شريكا يمكن العمل معه في سبيل تحقيق السلام والاستقرار، مؤكدًا أن الطريق سيكون طويلاً ومعقدًا، لكن العزم الدولي موجود لدعم السوريين في تخطي محنتهم.