القمة العربية الإسلامية..هل تمهد الطريق لميثاق عربي رادع للعربدة الإسرائيلية؟
قال الدكتور أسامة السعيد، رئيس تحرير جريدة الأخبار، إن البيان الختامي الصادر عن القمة العربية الإسلامية المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة، يمثل الحد الأدنى من التوافق العربي الإسلامي في ظل تباين المواقف والآراء، مشيرًا إلى أن البيان يعكس إدراكًا جماعيًا لحجم التحدي الذي تفرضه العربدة الإسرائيلية المتواصلة، والاعتداء السافر الذي استهدف الأراضي القطرية، معتبرين أن الرد العربي يجب أن يكون بحجم هذا التهديد المتصاعد، لا سيما إذا استمر هذا النهج العدواني الإسرائيلي.
الدعوة إلى مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل
وأوضح رئيس تحرير جريدة الأخبار، خلال لقائه عبر قناة إكسترا نيوز إن أبرز ما توقف عنده كثير من المراقبين هو الدعوة إلى مراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن هذا الطرح يعد من أهم النقاط التي تضمنها البيان، نظرًا لما يمكن أن يمثله من تحول نوعي في مقاربة التعامل العربي مع الاحتلال.
ونوه إلى أن القمة وجهت رسائل قوية إلى كل من إسرائيل والإدارة الأمريكية، مفادها أن العرب والمسلمين لن يقبلوا باستمرار الاعتداء على السيادة الوطنية لدولهم، مشيرين إلى أن القصف الإسرائيلي الذي طال الأراضي القطرية، رغم عدم وجود حالة عداء معلنة بين الدوحة وتل أبيب، يعد تجاوزًا غير مسبوق في انتهاك السيادة الإقليمية.
نتنياهو يكرس العربدة ويستقوي بالدعم الأمريكي
وأكد أن استهداف وفد حماس المفاوض في قطر، والذي كان منخرطًا في جهود التهدئة برعاية أمريكية، شكل إحراجًا بالغًا للإدارة الأمريكية، وخاصة للرئيس دونالد ترامب، لافتًا إلى أن هذا التصعيد الإسرائيلي نسف مبادرات أمريكية سابقة كانت تهدف لإيجاد حل سياسي للصراع.
وأكد أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية الأمريكي، تعكس إصرارًا إسرائيليًا على المضي في سياسات الغطرسة والعدوان، مبينًا أن إعلان نتنياهو صراحة أن بلاده ستكرر العمليات العسكرية إذا لزم الأمر، ينسف أي مساعي لتحقيق سلام أو استقرار في المنطقة.
وأشار إلى أن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتحدث من موقع استقواء بدعم أمريكي غير مشروط، مذكرًا بأن دونالد ترامب تجاوز مبادئ أساسية في السياسة الخارجية الأمريكية مثل مبدأ ترومان، عبر تجاهل مصالح حلفاء واشنطن في الخليج.
