خبير عسكري: القمة العربية فرصة لتعزيز الردع السياسي والقانوني ضد الاحتلال

قال اللواء صالح المعايطة، الخبير العسكري الأردني، إن القمة العربية الإسلامية الطارئة التي تعقد في الدوحة تأتي في وقت استثنائي وسريع الاستجابة لمواجهة التطورات في المنطقة، مشيراً إلى أن انعقاد القمة بهذه السرعة يمثل بشائر خير للمواطن العربي وللأمة جمعاء.
القمة تأتي في بيئة محلية وإقليمية ودولية معقدة
وأوضح المعايطة خلال مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز أن القمة تأتي في بيئة محلية وإقليمية ودولية معقدة، لكنها تحمل أوراق قوة كبيرة، لافتاً إلى أن الخيار العسكري غير مطروح على طاولة النقاش، لأن جميع الدول العربية تتبنى استراتيجية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
ونوه بأن القوة الحقيقية للقمة تكمن في الأوراق السياسية والقانونية والاقتصادية التي تمتلكها الدول العربية، مؤكداً أن الردع ليس فقط عبر الأسلحة، بل عبر السياسة والقانون والمواقف الدولية الرافضة للاحتلال.
المعايطة: الردع السياسي والقانوني أهم من الخيارات العسكرية
قال المعايطة إن الردع السياسي والقانوني في المحافل الدولية هو السلاح الأقوى الذي يجب أن تستثمره الدول العربية في القمة، مشيراً إلى الموقف الدولي المتعاطف مع القضية الفلسطينية، خاصة بعد تصويت 164 دولة لصالح دولة فلسطين في الأمم المتحدة.
وأكد أن المواجهة العسكرية مع إسرائيل تعني المواجهة مع الولايات المتحدة والغرب عموماً، مشدداً على تفوقهم في مختلف المجالات العسكرية والتقنية، وقال: «علينا أن نكون صريحين، العالم العربي لا يستطيع محاربة إسرائيل عسكرياً لأن ذلك يعني مواجهة الغرب كله».
المقاطعة الاقتصادية كأداة ضغط مؤثرة على إسرائيل
وأشار اللواء المعايطة إلى أن الورقة الاقتصادية هي الأقوى، وقال إن الدول العربية تمتلك قدرات اقتصادية هائلة واستثمارات ضخمة يمكن أن تُستخدم كأداة ضغط من خلال إيقاف الاستثمارات والتجارة مع إسرائيل، وخاصة في الدول التي لديها علاقات تطبيع.
ونوه بأهمية إعادة مبدأ المقاطعة الاقتصادية والسياسية والإعلامية والرياضية تدريجياً، مضيفاً: «هذه الأوراق تؤثر بشكل كبير على الموقف الإسرائيلي الذي يحاول إظهار نفسه كدولة ديمقراطية، بينما الواقع يكشف عن جرائم حرب وتهجير وتدمير».
دعوة لإعادة طرح المبادرة العربية لعام 2002 لإحياء السلام
أكد المعايطة أن القمة يجب أن تعيد طرح المبادرة العربية لعام 2002 التي تقترح تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل اعترافها بالدولة الفلسطينية على حدود 1967، مشيراً إلى أن عقل إسرائيل الحالي يسيطر عليه التيار اليميني المتطرف الذي يخرب كل فرص السلام.
ونوه بضرورة الضغط على الولايات المتحدة في المحافل الدولية لتثبيت الحقوق الفلسطينية، معبراً عن أمله في أن تعيد القمة الوحدة والصف العربي لمواجهة هذه التحديات.
تحالف الخليج العربي ورقته الاقتصادية كعامل ضغط مهم
وقال المعايطة إن دول الخليج العربي تمثل ورقة ضغط قوية نظراً لعلاقاتها الاقتصادية والتكنولوجية مع الولايات المتحدة وإسرائيل، مؤكداً ضرورة توحيد الصف العربي وخلافاته لإيصال رسالة موحدة تدعم موقف قطر وتدين الهجوم الإسرائيلي على الدوحة.
وأكد أن فكرة إنشاء قوة عربية إسلامية مشتركة ليست جديدة، مشيراً إلى أنها طرحت منذ قمة شرم الشيخ 2015، مؤكداً أن التحدي لا يكمن في تشكيل القوة بل في الإرادة السياسية لتفعيلها، مضيفا:"نحن لا نسعى للحرب، لكن إذا فرضت علينا فإننا قادرون على الدفاع، والخيار الأول دائماً هو السلام والاستقرار".