رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام: القمة العربية الإسلامية لحظة فارقة

أكد الدكتور فهد الشليمي، رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام، أن انعقاد القمة العربية الإسلامية في الدوحة يمثل محطة مفصلية في التاريخ السياسي والدبلوماسي للقضية الفلسطينية، خاصة أنه يأتي بعد أيام قليلة من صدور "بيان نيويورك" عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي اعتُبر انتصاراً سياسياً ودبلوماسياً تاريخياً لصالح فلسطين، يعكس حجم التأييد الدولي لحقوق الشعب الفلسطيني.
إسرائيل في مأزق داخلي غير مسبوق
وأوضح الشليمي في حديثه لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن إسرائيل تعيش اليوم أزمة داخلية عميقة، وصفها بأنها "غير مسبوقة"، نتيجة الانقسام الحاد داخل المجتمع الإسرائيلي وتصاعد حدة الاحتجاجات ضد سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأشار إلى أن نتنياهو بات "محاصراً سياسياً وقانونياً"، ما أضعف قدرته على المناورة داخلياً وخارجياً.
وأضاف أن إسرائيل لم تعد قادرة على تسويق صورتها التقليدية باعتبارها "دولة ديمقراطية صغيرة محاطة بالأعداء"، بل انكشفت أمام المجتمع الدولي كدولة احتلال تنتهك القانون الدولي وحقوق الإنسان، وهو ما ظهر بوضوح في نتائج التصويت غير المسبوق داخل كل من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
دعوة لاستثمار الزخم الدولي
وشدد الشليمي على أن هذا التحول الدولي يمثل فرصة نادرة يجب استثمارها عبر تحرك دبلوماسي وقانوني منسق، من خلال تقديم ملفات ضد قادة إسرائيل أمام المحاكم الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب ،واعتبر أن الوقت مناسب لتفعيل أدوات ضغط متنوعة، مثل المقاطعة الاقتصادية المؤقتة ووقف مرور الطيران والسفن الإسرائيلية في بعض الدول، مؤكداً أن هذه الإجراءات إذا ما تمت بعناية وبالتنسيق مع الدول الصديقة ستكون ذات أثر بالغ.
أهمية العمل العربي المشترك
وفي سياق متصل، دعا الشليمي إلى إعادة إحياء روح العمل العربي المشترك من خلال تشكيل لجان دائمة لمتابعة تنفيذ مخرجات القمة، بحيث لا تبقى القرارات حبراً على ورق، بل تتحول إلى خطط عملية ملموسة على الأرض، وأكد أن هذه اللجان يمكن أن تشكل نواة لحلول طويلة الأمد تحفظ مصالح الشعوب والدول العربية والإسلامية، وتعزز قدرتها على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
الخيار العسكري.. الملاذ الأخير
ورأى رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام أن الخيار العسكري لا يجب أن يكون في صدارة الحلول المطروحة، بل ينبغي أن يأتي فقط كخيار أخير بعد استنفاد كل الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية والقانونية ، وأضاف: "العمل السياسي الذكي هو ما سيكسب المعركة على المدى الطويل، لا الشعارات أو ردود الفعل العاطفية"، مشدداً على أن الحكمة والبراغماتية هما السلاح الحقيقي لمواجهة التحديات.
بهذا الطرح، رسم الشليمي خريطة طريق متكاملة تقوم على التحرك الدبلوماسي الذكي، والعمل القانوني المنظم، وتفعيل أدوات الضغط الاقتصادية، وتعزيز التعاون العربي والإسلامي، في سبيل تحقيق تقدم حقيقي في مسار دعم القضية الفلسطينية وإبقاءها في صدارة أولويات المجتمع الدولي.