عاجل

هل الابتلاء رضا من الله على العبد وغسيل للذنوب؟.. أمين الفتوى يجيب

الدكتور إبراهيم عبد
الدكتور إبراهيم عبد السلام

أجاب الدكتور إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال  حول ما إذا كان الله تعالى لا يذكر العبد ولا يرضى عنه إلا إذا ابتلاه بمرض أو مشكلة.

فتاوى الناس

وأوضح عبد السلام، ببرنامج "فتاوي الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن الابتلاء في حقيقته نعمة من الله وغسيل للذنوب، مشيرًا إلى أن أكثر الناس ابتلاءً هم الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، وأن الابتلاء علامة على تطهير النفس ورفع الدرجات، لا على غضب الله أو انتقامه.

وبيّن أن الابتلاءات تكشف تعلقات النفس وتدفع الإنسان إلى الانكسار لله والعبودية الصادقة، وأن كل ما يصيب المؤمن من همّ أو غمّ أو مرض يكون كفارة لخطاياه، حتى الشوكة يشاكها كما جاء في الحديث النبوي.

التقرب إلى الله

وأضاف أمين الفتوى أن الابتلاء ليس شرطًا حتى يكون الإنسان مقربًا من الله، فقد يكون العبد صالحًا وتقيًا ولا يحتاج إلى ابتلاء، كما أن طلب الابتلاء غير مستحب؛ بل علّمنا النبي ﷺ أن نسأل الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.

صبر واحتساب

وأشارأمين الفتوى إلى أن المطلوب من المسلم أن يسلّم أمره لله في كل حال، فإن جاءه الابتلاء صبر واحتسب، وإن عاش في عافية شكر الله على نعمته، موضحًا أن العبرة ليست بوجود الابتلاء بل بكيفية التعامل معه.

وأكد الدكتور ابراهيم عبد السلام، بأن الألم الذي يشعر به الإنسان أثناء الابتلاء هو ألم للنفس المتعلّقة بالدنيا، وأن الهدف منه تخليص القلب من التعلق بغير الله حتى يعيش المؤمن مع ربه في سلام وطمأنينة.


https://youtu.be/HRSZENe8qNc?si=80J0AFDgr-dgxZtN

أركان الصبر ثلاثة

حبس النفس عن التسخط بالمقدور، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن فعل ما يغضب الرب سبحانه".

فالصابر: لا يتسخط البلاء، ولو في نفسه وقلبه، بل نفسه صابرة محتسبة، وإن لم يكن راضيا، ولكنه أيضا غير ساخط.
والصابر: يمسك لسانه عن الشكوى، فلا يقول: لماذا أنا؟ أو: لماذا يفعل بي هكذا؟ أليس في الدنيا غيري؟ ومثل ذاك الكلام الذي يدل على الجزع والتشكي وعدم الصبر.
والصابر: يحفظ جوارحه عن فعل ما يغضب الله: كلطم الخدود، وشق الجيوب، وحلق الشعور، والدعوى بدعوى الجاهلية. وإنما يقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حين مات ولده إبراهيم: إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.
فإذا ابتليت فاصبر، ولا تشكو ربك لخلقه، فإنه رحم بك منهم
وإذا بـلـــيــت فاصــبر لــــها .. صــبر الكــرام فإنــه بك أرحـم
وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما .. تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم

تم نسخ الرابط