عاجل

مساجد لها تاريخ|مسجد الفتح بالزقازيق.. منارة دينية وثقافية تعود بحُلة جديدة

مسجد الفتح بالشرقية
مسجد الفتح بالشرقية

في قلب مدينة الزقازيق، عاصمة محافظة الشرقية، يقف مسجد الفتح شامخًا كأحد أبرز المعالم الإسلامية والدينية في الدلتا، محتفظًا بهيبته المعمارية والروحانية التي امتدت لعقود، منذ افتتاحه الرسمي في عام 1982، بحضور وزير الأوقاف آنذاك الشيخ إبراهيم الدسوقي، وبعد 10 سنوات من بدء إنشائه في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، ضمن سلسلة مساجد الفتح التي أُقيمت في عدد من المحافظات المصرية على نسق معماري واحد.

خطة الدولة لتأهيل المساجد الكبرى وتفعيل دورها الديني

 وبعد مرور أكثر من أربعة عقود على تأسيسه، يعود المسجد إلى واجهة الاهتمام من جديد، عقب أعمال تطوير شاملة استهدفت ترميم بنيانه وتعزيز خدماته، ضمن خطة الدولة لتأهيل المساجد الكبرى وتفعيل دورها الديني والمجتمعي، وهو ما تَمثّل في حفل رسمي وشعبي ضخم شهده المسجد في الخامس من سبتمبر الجاري، بالتزامن مع احتفالات محافظة الشرقية بعيدها القومي.

معمار فريد وروحانية آسرة

يتميّز مسجد الفتح بتصميم معماري فريد يجمع بين الأصالة والمعاصرة، حيث تعلوه مئذنتان تُعدّان من بين الأعلى في مصر، فيما تتوّج سقفه خمس قباب شامخة صُممت على الطراز الإسلامي الحديث، ما يمنح المسجد طابعًا بصريًا مميزًا يلفت الأنظار، ويُعزّز من مكانته كوجهة دينية وروحانية مهمة.

وتبلغ مساحة الصحن الرئيسي نحو 950 مترًا مربعًا، ويتسع لحوالي 1500 مصلٍّ، بخلاف الملحقات الخدمية الأخرى، ما يجعله قادرًا على استيعاب أعداد كبيرة من المصلين، خاصة في المناسبات والأعياد الدينية.

مسجد الفتح بالشرقية 
مسجد الفتح بالشرقية 

دور حضاري ومراكز متعددة الخدمات

ولا يقتصر دور المسجد على إقامة الصلوات والشعائر الدينية فحسب، بل يتعدى ذلك إلى أبعاد ثقافية ومجتمعية أوسع. فالمسجد يحتضن مركزًا ثقافيًّا، ومركزًا لتدريب الدعاة، وآخر للدعوة الإسلامية، بالإضافة إلى دار مناسبات ومكتبتين لخدمة طلاب العلم والباحثين في العلوم الشرعية.

وتأتي هذه المرافق ضمن جهود تعزيز دور المسجد كمؤسسة متكاملة تسهم في نشر الفكر الوسطي، وتحصين المجتمع ضد الأفكار المتطرفة، وتعزيز منظومة القيم الأخلاقية والإنسانية، في إطار متكامل مع رؤية الدولة لبناء الإنسان المصري.

حضور رسمي رفيع المستوى في افتتاح التطوير

وشهدت صلاة الجمعة يوم 5 سبتمبر الجاري احتفالًا مهيبًا بافتتاح المسجد بعد تطويره، حيث تم نقل الصلاة مباشرة عبر شاشات التليفزيون المصري، في رسالة تؤكد الاهتمام الرسمي بتطوير دور العبادة الكبرى.

وزير الأوقاف وقيادات الدولة أثناء صلاة الجمعة بمسجد الفتح بالشرقية
وزير الأوقاف وقيادات الدولة أثناء صلاة الجمعة بمسجد الفتح بالشرقية

وتقدم صفوف المصلين عدد من كبار المسؤولين، على رأسهم الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، إلى جانب المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، والدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية.

كما شارك عدد من الشخصيات التنفيذية والأمنية، من بينهم اللواء مهندس يسري الديب مساعد وزير التربية والتعليم، واللواء عمرو رؤوف مدير أمن الشرقية، والدكتور أحمد عبد المعطي نائب المحافظ، إلى جانب نواب البرلمان، ورؤساء المدن، وقيادات أمنية وتنفيذية، وجموع المواطنين الذين توافدوا لحضور المناسبة.

رسالة تنموية في قلب المناسبة الدينية

ويُجسّد افتتاح مسجد الفتح بحُلّته الجديدة نموذجًا حيًّا على توجه الدولة المصرية لتطوير البنية التحتية لدور العبادة، وربط المناسبات الدينية بالتنمية المجتمعية والنهضة الثقافية، في مشهد تداخلت فيه الروحانية مع مظاهر الاحتفال القومي، ليمتد أثره إلى مختلف شرائح المجتمع، في ظل عناية واضحة بتحقيق التكامل بين الدين والتنمية.

ويظل مسجد الفتح، بحضوره الجمالي، وقيمته الدينية والتاريخية، منارة إشعاع فكري وروحي، تعكس عمق ارتباط المصريين بمؤسساتهم الدينية، وتؤكد في الوقت نفسه أن تجديد الخطاب الديني يبدأ من تطوير المنابر التي تحمله

تم نسخ الرابط