حسن عبد الصير : سيدنا النبي معلم البشرية ومربي الأمم ورسالة رحمة للعالمين

في زمن تتزاحم فيه القدوات، وتضطرب فيه المعايير، تبقى شمائل النبي محمد ﷺ هي النور الذي لا يخبو، والمثال الذي لا يُدانيه مثال، والسيرة التي تجتمع فيها الرحمة والحكمة، والعظمة والتواضع، واللين والحزم، والعدل والفضل، في آنٍ واحد.
ولقد اختصَّ اللهُ نبيَّه الكريم ﷺ بأكمل الصفات، وأرقى الشمائل، حتى أثنى عليه ربُّ العزة بقوله:{وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]،
فلم يكن خلقه مجرّد كمال شخصي، بل كان تجسيدًا عمليًا للقرآن الكريم، كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين سُئلت عن خُلُقه ﷺ:
"كان خُلُقُه القرآن."
مُعلّم البشرية ومربِّي الأمم
قال الشيخ حسن محمد عبد البصير عرفة، مدير عام أوقاف مطروح، في كلمة له عن سيرة النبي محمد ﷺ:نريد أن نرى في كل يتيمٍ صورة رسول الله ﷺ، وأن نُقدّم له ما يليق بمقام الرحمة التي جاء بها نبيّنا الكريم. فقد نشأ يتيمًا، لكنّه صار مُعلّم البشرية ومربِّي الأمم.
واستشهد الشيخ حسن عبد البصير بقول الله تعالى:{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} [الضحى: 6]،مشيرًا إلى أن اليُتم لم يكن نقصًا في حياة النبي ﷺ، بل كان تهيئةً إلهيةً لحمل رسالة الرحمة إلى العالمين.
وأضاف:لقد أوصى رسول الله ﷺ باليتيم، لا باعتباره حالة ضعف، بل باعتباره بابًا من أبواب الجنة، فقال: 'أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين' – وأشار بالسبابة والوسطى."
وأكد الشيخ حسن أن الاهتمام باليتيم ليس مجرّد عمل خيري، بل عبادة وقُربة إلى الله، واقتداء عملي بسيرة النبي ﷺ، الذي علّمنا أن الرحمة ليست شعارًا، بل سلوكٌ يُترجم في أفعال الناس وتكافلهم.
وقال “عبد البصير”:من أحبّ النبي ﷺ حقًا، فليسر على خُطاه، ولينظر في اليتيم نظرة حانية كما نظر الله إلى نبيّه، وهو يتيمٌ، فآواه، وربّاه، وأعدّه لحمل أمانة السماء
تواضع النبيﷺ
رغم مقامه العظيم، كان ﷺ من أكثر الناس تواضعًا. يجلس حيث ينتهي به المجلس، ويأكل مع الفقراء، ويخصف نعله بيده، ويقول:
"إنما أنا عبدٌ، آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد."
ولم يكن يُحب أن يُفرَط في مدحه أو يُعظَّم كما يُعظَّم الملوك، بل قال:
"لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله."
رحمته ﷺ
قال الله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]، فكانت الرحمة شعار حياته وسِمة دعوته. رحم الطفل والمرأة، ورحمة الضعيف والأسير، ورحمة الحيوان والطير، حتى قال الصحابة: "ما رأينا أحدًا أرحم بالعيال من رسول الله."
وكان يُطيل السجود إذا سمع بكاء طفل، ويأمر بالتخفيف في الصلاة رحمةً بالأمهات